واقعة صادمة حلّت أمس على طلاب جامعة بيروت العربية مع تسريب قرار إداري يؤكّد مضاعفة سعر الساعة الدراسية المعتمدة عمّا كانت عليه في فصل الخريف من عامنا الجاري، بالإضافة إلى رسم بـ«فريش دولار» كبدل عن رسوم إضافية للنفقات التشغيلية تُراوح بين الـ300 والـ600 دولار وتختلف بين كلية وأخرى، ما أثار الذعر والبلبلة بين الطلاب ودفعهم إلى تشكيل مجموعات افتراضية تتحضّر لتظاهرة أمام حرم الجامعة يوم الإثنين المقبل.
ومع تسريب القرار بين الطلاب وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، سارع ناشطون منهم إلى إنشاء صفحة افتراضية تحمل اسم «حراك جامعة بيروت العربية» على تطبيق إنستغرام» معبّرين عن سخطهم من هذه القرارات «المجحفة» تحت وسم: #علميمشفرق_عملة، ودعوا إلى وقفة اعتراضية أمام مبنى الجامعة الرئيسي عند العاشرة من صباح الإثنين، متوعّدين بأنّ «القرار لن يمرّ مرور الكرام».

ويتحدّث الطلاب عن توجه لدى مجموعة كبيرة منهم للانتقال إلى جامعات أخرى وسحب ملفاتهم من الجامعة في حال رفضت الجامعة العدول عن قرارها.

كما وجّه «حراك الطلاب» في الجامعة مناشدةً إلى رئيس الجامعة، البروفيسور عمرو جلال العدوي، مفنّدين نقاطاً أساسية «أُغفلَت من جامعةٍ اعتادت مراعاة ظروف طلابها في ظلِّ أوضاعِ لبنان المنحدرة يومياً إلى الأسوأ في كلّ المستويات:

1. الحجز على أموال المودعين في البنوك ووضع حدّ للمبالغ المسموح بسحبها في كلّ شهر والتي لا تلبّي حتى نصف المبلغ المذكور في الجدول.

2. معظم رواتب الموظفين في لبنان تُمنح بالعملة اللبنانية فلا صحّة في طلبكم قيمة ثابتة بالدولار، إضافةً إلى القسط المتبقي بالعملة اللبنانية الذي رُفع إلى سعر صرفٍ يفوق الـ6 آلاف ليرة لبنانية.

3. معدّل الأجور يقلّ عن 100 دولار وهو المترافق مع تدهور الأوضاع الاقتصادية وإقفال آلاف المصالح والمؤسسات وازدياد معدّل البطالة بشكل جنوني.

4. افتقار لبنان شبه التام لجمعياتٍ وجهات داعمة متمكّنة من سدّ قسمٍ من أقساط الطلاب».

وتمنى الطلاب في بيانهم «التعاون بشكلٍ مسؤول فإن لم يكن الردُّ ملبّياً مراعياً لظروفنا ستتمّ مواجهة مقَرّركم إعلامياً في حراكٍ طالبيّ واسع النطاق كما مقاطعة التسجيل وإلغاء المواد المسجّلة سابقاً».

من جهته، أكد عميد شؤون الطلاب في جامعة بيروت العربية، الأستاذ صبحي أبو شاهين، لـ«الأخبار» أنّه «أصبح هناك جزء باللبناني وعُدّلت الأسعار، وهناك جزء صغير بالدولار وفقاً لتكلفة كلّ كلية»، مبرّراً بأنّ «هناك العديد من النفقات التشغيلية اليومية التي لا تُعدّ ولا تُحصى من المازوت إلى الكهرباء والتدفئة وغيرها»، مشيراً إلى أنّ الجامعة لا تعتمد على «هبات الخارج إنّما على رسوم الطلاب».

وأشار إلى أنّه جرى رفع الأقساط «بالحدّ الأدنى وسيكون هناك تسهيلات للطلاب ولكنّنا صدقاً لم نعد قادرين على الاستمرار في وضع كهذا».

وعن تحرّكات الطلاب، أعرب أبو شاهين عن الاستعداد للاستماع إليهم وشرح القرار «الذي تمّت دراسته بتأنّ»، ولتقديم التسهيلات للطلاب.