بدأت الامتحانات الرسمية، اليوم، مع الشهادة المتوسطة (البريفيه) التي ترشّح إليها 60 ألفاً و933 تلميذاً توزّعوا على 286 مركزاً في كلّ لبنان. ويخوض الامتحانات 579 تلميذاً من ذوي الصعوبات التعلّمية، ومنهم من يجري امتحانه في مركز سرطان الأطفال في سان جود في الجامعة الأميركية في بيروت وآخرون يتلقون المساعدة في مراكز أخرى، في حين يخضع أحد التلامذة للاستحقاق في السجن، وثلاثة آخرون في المستشفيات. فيما بلغ عدد التلامذة المعفيين من الامتحانات نحو 600.
وبحسب مصادر وزارة التربية، فقد لامست نسبة مشاركة الطلاب في الامتحانات الـ98%.

المشكلة الأبرز التي واجهت الاستحقاق في يومه الأول انقطاع الكهرباء عن معظم مراكز الامتحانات، رغم الكتب الكثيرة التي أرسلتها وزارة التربية إلى المحافظين ورؤساء البلديات، ما عطّل عمل الكاميرات، فيما حجبت رداءة الطقس رؤية الممتحنين للمسابقات بشكل واضح، كما دفعت إدارة الامتحانات إلى تأخير بدء المسابقة الأولى نحو ربع ساعة، في بعض المراكز، للتأكد من وصول جميع الممتحنين إلى صفوفهم.

أما فريق أساتذة التعليم الرسمي المولجين بمتابعة الامتحان في المراكز فضمّ 10 آلاف و133 أستاذاً توزّعوا كالآتي: 286 رئيس مركز، 1610 مراقبين عامين، و8237 مراقبي صفوف. فيما لم يتجاوز عدد المستعان بهم من أساتذة التعليم الخاص بموجب المرسوم 600 أستاذ.

اللغة العربية تحتاج إلى تركيز ووقت... ولا مفاجآت في الرياضيات

وامتحن التلامذة اليوم بمادتي الرياضيات واللغة العربية، وهما مادتان إلزاميتان، على أن يخضعوا في اليوم الثاني والأخير (الإثنين المقبل) لامتحان في مادة إلزامية هي اللغة الأجنبية ومادّتين اختياريّتين، الأولى يختارها التلميذ من مجموعة المواد العلمية: كيمياء أو فيزياء أو علوم طبيعية، والثانية من مجموعة المواد الأدبية: تاريخ أو تربية أو جغرافيا. لكن بدا لافتاً انتشار المسابقات على غروبات الأساتذة وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، في الدقائق الأولى لتوزيعها على التلامذة، أي في أثناء خضوعهم للامتحانات.

وتواصلت «الأخبار» مع عدد من أساتذة مادة اللغة العربية، الذين رأوا أنّ «نص المسابقة سهل وبسيط والأسئلة معهودة وواضحة، لكن المسابقة طويلة»، بحسب البعض، و«ليست بالسطحية إذ تحتاج إلى وقت لإنجازها وإلى التركيز والدقة بسبب كثرة الأسئلة (12 سؤالاً) والأهداف وتلاحقها». لكن كان هناك توافق على أنّ موضوع التعبير يحاكي الواقع، إذ يتناول وسائل التواصل الاجتماعي والأزمة الاقتصادية والتعلم عن بعد، وإن بدت هناك مفارقة لجهة أنّ الشخصية الرئيسة في النص تحلم بأن تكون أستاذاً في اللغة الإنكليزية! لكن من الأساتذة من قال إنّ مثل هذه المسابقة تطرح في وضع طبيعي وليس لتلامذة عاشوا أزمات خانقة صحية واقتصادية وتعليمية، وكانوا يتوقعون أن تكون المسابقة أقصر وأبسط وتراعي الظروف التي مرّوا بها التلامذة لا سيّما في التعليم الرسمي نتيجة التعطيل والإضرابات. وعوّل الأساتذة على التصحيح ومدى سلاسة «الباريم» (أسس التصحيح).

وفي تقييم لمسابقة الرياضيات، رأى بعض الأساتذة في التعليم الرسمي أنّ «الأسئلة كلاسيكية ومعهودة ولا تنطوي على أي مفاجآت، وإن كان مستواها قد يكون متوسطاً ومربكاً بالنسبة إلى تلميذ في المدرسة الرسمية لم يكتسب بعض المفاهيم أو لم يتسنَّ له أن يجري تطبيقات مختلفة تمكّنه من معالجة الأسئلة بأريحية».