شلّت مدينة طرابلس منذ صباح اليوم سلسلة تحرّكات واعتصامات احتجاجية شهدتها مرافق عامّة في عاصمة الشّمال، وقطع طرقات بعد افتراشها من قبل المحتجّين، وسط تدابير أمنية اتخذتها وحدات الجيش اللبناني التي نفّذت انتشاراً كثيفاً في مختلف شوارع المدينة، حيث أقامت حواجز ثابتة ومتنقلة منذ الصباح الباكر.
التحرّك الأول نفّذه المتقاعدون من القوى الأمنية والعسكرية والمتعاقدون في الإدارات العامّة، أمام مبنى وزارة المالية في طرابلس، رفضاً لما سمّوه «الاستخفاف بحقوق المتقاعدين والمتعاقدين»، حيث تجمّع العشرات منهم في المكان وقطعوا الطريق مؤقّتاً.
الأخبار()

وأكد العميد المتقاعد في قوى الأمن الداخلي، بسّام الأيوبي رفضه «أن نموت جوعاً، وعلى أبواب المستشفيات، وأن نذلّ أمام المصارف. طارت رواتبنا، واحتجزت تعويضاتنا، ودُمّر مستقبل أولادنا. هكذا تكون نهاية من يُضحّي بعمره تجاه وطنه»، معتبراً أنّ «هناك عصابة سرقة وسلب واحتيال لم يشهدها التاريخ، متمثلة في أصحاب المصارف وحاكم مصرف لبنان والطبقة السياسية التي توالت على حكم البلد، وهي عصابة متحكّمة بكلّ مفاصل الدولة، ومحمية بقضاء مسيّس وتشريعات نيابية».
الأخبار()

أمّا التحرّك الثاني فنفّذه عمّال بلدية طرابلس، بمشاركة رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشّمال شادي السيد، حيث نظموا وقفة احتجاجية أمام القصر البلدي للمطالبة بالإفراج عن مستحقّاتهم المالية، وانتخاب رئيس جديد لبلدية طرابلس في أسرع وقت ممكن.

فيما تمثّل التحرّك الثالث في تجمّع مواطنين أمام سراي طرابلس، شارك فيها قسمٌ من عمّال البلدية الذين نظموا مسيرة راجلة من أمام مقرّ بلدية طرابلس باتجاه السراي، على وقع هتافات ردّدوها دعت إلى إنصافهم، حيث افترشوا الطريق وتسبّبوا في توقف حركة السير، معبّرين عن احتجاجهم على تردّي أوضاعهم المعيشية.