تتواصل عمليات البحث ومحاولات التعرّف على جثث الضحايا الموجودة في برّادات مستشفى الباسل في طرطوس من قبل أهالي المفقودين الذين توافدوا إلى المكان. لكنّ التعرف إلى الجثث يواجه صعوبات بسبب تشوّهها، ما يدفع الأهالي إلى محاولات التعرّف على أبنائهم من خلال ملابسهم أو الأوشام الموجودة على أجسادهم أو أغراضهم الشّخصية التي عُثر على بعضها.
وعلمت «الأخبار» من بعض أقرباء الضحايا أنّ مناشدات وجّهها عدد من الأشخاص الموجودين في طرطوس لعائلات الضحايا من لبنانيين وفلسطينيين مقيمين في لبنان بالتوجّه إلى هناك للتعرّف إلى جثث أبنائهم، وبأنّ الصليب الأحمر اللبناني سيتولّى نقلهم من الحدود اللبنانية ـ السورية عند نقطة العريضة وإعادتهم مجدّداً، موضحين أنّ «الجثث غير المعروفة ستدفن في سوريا تحت أسماء مجهولة في غضون 3 ـ 4 أيّام، في حال لم يتم التعرّف إليها».

وكان عدد ضحايا القارب قد ارتفع إلى أكثر من 100 ونجاة 21 شخصاً، بينما ما يزال مصير أكثر من 40 شخصاً على أقل تقدير مجهولاً، ولم يتمّ العثور على جثثهم حتى الآن. وعلمت «الأخبار» أنّ من بين الجثث الستّ واحدة تعود لفتاة تدعى رنيم نافذ حسن، من مخيم نهر البارد، وهي شقيقة قبطان القارب أسامة نافذ حسن الذي لقي حتفه مع زوجته وأولاده الأربعة خلال غرق القارب.

وارتفع عدد الجثامين العائدة إلى لبنان من سوريا إلى 19، بعد عودة 5 جثث مساء أمس، لتنضمّ إلى الجثث الـ13 السّابقة التي عادت على 3 دفعات. فبعد عودة جثتين من آل التلاوي إلى بلدة القرقف في عكّار صباح يوم الجمعة الماضي، وعودة 9 جثث مساء اليوم ذاته، 7 لبنانيين وفلسطينييْن، وعودة جثتين فلسطينيتين مساء السّبت جرى دفنهما في مخيم نهر البارد، هما سامر لوحيد والطفل عامر زيّان، أُعلن تسلّم الصليب الأحمر اللبناني مساء أمس من الهلال الأحمر السّوري 6 جثث تعود مناصفة بين اللبنانيين والفلسطينيين عند الحدود اللبنانية ـ السورية في نقطة العريضة، كان قد تمّ انتشالها من البحر، وجرى تسليمها إلى ذويها ووُوريت الثرى.

وعمل الصليب الأحمر اللبناني أمس على إعادة ناجييْن لبنانييْن، هما زين الدين محمد (24 سنة) ودعاء عبد المولى (22 سنة)، من مدينة طرابلس، وسينقلهما أولاً إلى مستشفى طرابلس الحكومي في القبّة حيث سيخضعان لفحوص روتينية قبل عودة كلّ منهما إلى منزله، إضافة إلى ناجٍ آخر فلسطيني الجنسية يُدعى جهاد البشلاوي من مخيم شاتيلا.