توفي الطفل أسعد عز الدين ابن العام الواحد نتيجة الحرمان المدقع الذي تعانيه محافظة بعلبك الهرمل التي تمتد على مساحة أكثر من 3000 كلم مربع. كل تلك المحافظة لا تحوي إلا ستة أسرة تعنى بالعناية بالأطفال حديثي الولادة. هذه المرة كان الموت من نصيب أسعد عز الدين. كان عيد ميلاده الأول بعد أسبوع.
لم يكن يعلم والده مصطفى عز الدين أنه سيفجع بولده قبل أسبوع على تاريخ ميلاده الأول. خسر الشاب ابنه أسعد لأن المستشفى «لم تهتم ولم تول طفلاً ينقصه الأوكسجين أي أهمية».

الوالد ابن بلدة عرسال «أبرز للمستشفى مبلغ ألف دولار وكل همّه كان إنقاذ ابنه... بس يتطلعوا فيه وهو عم يموت بين يديه بطوارئ مستشفى مش بصيدلية أو دكانة... ليه كل هلحقد ع ابن عرسال؟!!». بهذه العبارات يؤكد المختار كمال عز الدين ابن عم مصطفى أن ما حصل في مستشفى دار الأمل الجامعي «مخز ولا يمت إلى أخلاقيات الطب والتمريض وحتى الإنسانية بصلة، كيف لإدارة مستشفى أن لا تنظر بعين اللطف والعطف لطفل لا يتجاوز عمره السنة الواحدة».

عز الدين روى تفاصيل مع حصل مع ابن عمه مصطفى الذي ينتمي إلى مؤسسه قوى الأمن الداخلي (فرع المعلومات) فيشير إلى أن الطفل أسعد أصيب منذ يومين بعارض إسهال وقيء مع ارتفاع بحرارة جسمه وكانت تعاينه الدكتورة فاطمة بحلق وليل الأمس ارتفعت حرارته ليسارع الوالد إلى نقله إلى مستشفى عوده في عرسال وهو خاص بشؤون الولادة، لتطلب منه بحلق نقله على وجه السرعة إلى مستشفى دار الأمل الجامعي حيث وصل إلى طوارئ المستشفى طالباً إنعاش ولده لكونه يعاني نقصاً بالأوكسجين مع إبرازه مبلغ ألف دولار إلا أن إدارة المستشفى أصرت على أن لا وجود لسرير.

ويضيف المختار «لم يتوان الأب أمام حالة ابنه عن الطلب منهم إنعاشه فقط إلا أنهم رفضوا ذلك، ليعمد بعدها إلى التوجه إلى مستشفى بعلبك الحكومي حيث وافقت الإدارة على إدخاله إلا أنها لفتت نظر الوالد إلى عدم وجود أوكسيجين لإنعاشه ما دفع الأب إلى التوجه إلى مستشفى رياق العام ولكن الموت كان أسرع حيث لفظ الطفل أنفاسه الأخيرة أثناء توجهه إلى رياق».

وسأل المختار: «لماذا هذا التعاطي اللاإنساني؟، هل لأن الطفل من عرسال يعامل هكذا؟ نحن نطالب وزير الصحة العامة فراس أبيض واللواء عماد عثمان فتح تحقيق شفاف في الجريمة التي ارتكبت بحق طفل لم يتجاوز عمره العام الواحد».

مصادر مطلعة في مستشفى دار الأمل أكدت لـ «الأخبار» أن «الأمر لا يتعلق بالمال لإدخال طفل دون السنة المستشفى، وإنما المشكلة تكمن في أسرة العناية بالأطفال وعددها ستة وجميعها يعالج فيها مرضى حتى أن هناك حالات لحديثي ولادة في المستشفى بحاجة للعناية ونحاول إرسالهم إلى مستشفى آخر، فهل نزهق روحاً كرمى لروح؟!». وأضافت المصادر أن إدارة المستشفى طلبت من والد الطفل الإسراع بنقله إلى مستشفى آخر لعدم قدرتهم على إسعافه.