لا تغيب أعمال التأهيل عن منطقة الرحاب، حتى تعود مجدداً محوّلة المرور في الشارع الذي يمتدّ من السفارة الكويتية، مروراً بنزلة محطة الرحاب وجسر المطار القديم، وصولاً إلى الحازمية، إلى جحيم، سواء للقاطنين فيه أو للعابرين في سياراتهم. وهذه هي الحال منذ أكثر من شهر، مع بدء تنفيذ مشروع فصل مياه الأمطار عن مياه المجاري الصحية، الذي أنجزت دراسته منذ عام 2014، وتموّله اليونيسف بالتعاون مع اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية. شهد هذا الشارع، ولا سيما عند نقطة المحطة «الرحاب»، نهر مياه موسمياً سببه السيل الناتج من الأمطار الغزيرة عند كل شتوة، وآخر نهر تشكّل كان في نهاية 2019. ساعد في ذلك موقع «الرحاب» كنقطة جغرافية منخفضة، بالإضافة إلى بنيتها التحتية القديمة والتي ترتبط فيها أقنية مياه الأمطار مع المياه المبتذلة، فتفيض شتاءً بسبب غزارة الأمطار وانسداد الريغارات بالأتربة وفضلات النفايات والمسالخ من سوق اللحامين في صبرا.
قبل نحو ثلاثة أشهر، بدأ العمل على تنفيذ مشروع ضخم لفصل مياه الأمطار عن مياه المجاري الصحية. المشروع أنهيت دراسته عام 2014، بالتنسيق مع مجلس الإنماء والإعمار، وانتظر التمويل طويلاً حتى بدأ حفر الطريق من نزلة الرحاب إلى جسر المطار لتمديد أقنية المياه الضخمة تحت الأرض. وكالعادة، انصبّت لعنات الناس على بلدية الغبيري بسبب حفر الطريق، الذي زاد من حدّة الزحام واستدعى مرور السيارات ببطء شديد تفادياً لأي تكسير أو ضرر يلحق بالسيارات، رغم أن بلدية الغبيري لا علاقة لها بالمشروع فهو تابع لاتحاد بلديات الضاحية الجنوبية.
«لحسن الحظ أن الحفر في الطريق جاء من الطريق الشرقية لجهة الرحاب وإلّا لازداد الاختناق المروري»، بحسب أحد السكان، لأن الجهة الأخرى مزدحمة بمحالّ المفروشات وبمدخل مخيم صبرا الذي يعجّ «بالرايحين والجايين».
يتفهم رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد درغام استياء الناس، فالطريق محفورة منذ نحو أكثر من شهر، وحلّ فصل الشتاء الذي يزيد الأمور سوءاً. لكنه يؤكد أن جزءاً من الطريق سيزفّت يوم الاثنين القادم، وأن المشروع الذي كلّف مليوناً و300 ألف دولار بدعم من منظمة اليونيسف، يحتاج إلى مدة زمنية أكبر لإتمامه لكنه أنجز تقريباً خلال أقل من 4 أشهر.
المشكلة التي يحلّها المشروع هي أن الريغار الكبير في نقطة الرحاب مشترك، يجمع مياه الأمطار والمياه المبتذلة، ويصبّ عند محطة تكرير الصرف الصحي في الغدير. أما المشروع فغايته فصل مياه الأمطار لتتابع طريقها إلى البحر، عن المياه المبتذلة التي تذهب إلى محطة الغدير.
يبدأ خط مياه الأمطار من محطة الوقود الرحاب، باتجاه مدرسة الروضة، ليصل إلى المصرَف الرئيسي الذي يذهب باتجاه البحر، علماً أن هذا الخط مهم، لأن هذه النقطة لطالما شكّلت حوضاً تتجمّع فيه مياه الأمطار. أما الخط الثاني المعتمد لمياه الصرف الصحي، فيذهب باتجاه محطة السلطان ابراهيم، ويصل إلى القناة الرئيسية للصرف الصحي التي تتجه إلى الغدير.
لكن بما أن مياه الأمطار والمياه المبتذلة ستصبّ في البحر، كما هي، في نهاية المطاف، لكون محطة الغدير متوقفة عن التكرير، فما الجدوى من المشروع برمته؟
يجيب درغام بأن هذا الموضوع لعلاج الشق التقني، فما كان يعوّق المحطة عن التكرير ويصعبه هو وصول كميات ضخمة من المياه (الأمطار والصرف الصحي)، المحطة أساساً غير معدّة لاستيعابه. وإلى أن تعمل المحطة، يكون كلّ شيء معالجاً، على أن نتمكّن لاحقاً من إنشاء مشروع للاستفادة من مياه الأمطار عبر تمديد شبكات مياه الأمطار في الأحياء الداخلية، كما حصل عبر فصل مياه الأمطار والمجاري من جسر الميكانيك في الأوزاعي باتجاه البحر.