تعاني بلدة الطفيل، منذ نحو ثلاثة أشهر، من انقطاع المياه بسبب عطل طرأ على «غطّاس» المياه (طلمبة سحب مياه) في البئر التي تغذّي المدرسة ومنازل البلدة المعدودة أصلاً. لم يوفر أبناء البلدة اتصالاً، بدءاً من المحافظ بشير خضر، مروراً بالنواب والوزراء، وصولاً إلى مصلحة مياه بعلبك، «ولم يتجاوب معنا أحد» يؤكد أحمد عمر، أحد أبناء البلدة لـ«الأخبار».أحمد السيد، الذي يعرف بأن لا جدوى من المناشدات، رغم أن البلدة «محسوبة على البقاع»، يؤكد محاولة اجتراح حلول مثل «الاعتماد على مياه نبع عين الجوزة في السفح الغربي لسلسلة جبال لبنان الشرقية، والذي يبعد 7 كيلومترات عن البلدة، لتعبئة صهريج وتوزيع مياهه بالغالونات على المنازل، إلا أن الجيش منعنا من ذلك». كذلك باءت محاولات تصليح «تابلو» الكهرباء للغطّاس، بعد نقله إلى سوريا، بالفشل بعدما تبيّن أن المشكلة تكمن حصراً في الغطاس.
«الأخبار» تواصلت مع مؤسسة مياه البقاع، ولفتت إلى المشكلة في طفيل، فأبدت المؤسسة استعدادها لإرسال أحد المهندسين للكشف على البئر وإصلاحها. وبالفعل، كشف أحد مهندسي المؤسسة قبل أيام على البئر وأكدّ أن ثمة عطلاً في الغطاس، وهو يحتاج إلى رافعة لسحبه وتصليحه. إلا أن مصدراً مسؤولاً في المؤسسة تخوّف من أن لا يؤدي تغيير الغطاس إلى حل «لأن المشكلة الأساس في البئر تعود الى جفافها، ما يتسبّب بتعطل الغطاس». ويردّ المصدر معلوماته إلى «تقرير للصليب الأحمر اللبناني تحدّث عن ضحالة مياه البئر، وأكدّ أن تركيب غطاس جديد لن يكون الحلّ، بل سيلاقي مصير السابق». رغم ذلك، تبدي مؤسسة مياه البقاع استعدادها لتقديم المساعدة اللازمة، لكنها تتريّث لإنجاز دراسة «فإذا تعذّر تركيب الغطاس الكبير سيتم اللجوء الى تركيب آخر صغير» كما يؤكد المصدر المسؤول.
يتخوف الأهالي من مساعٍ لطمر البئر وحفر غيرها


يرفض أبناء البلدة ما يسمّونه «الادّعاءات الكاذبة» بجفاف البئر التي تغذّي منازل البلدة، ويعتبرونها «شائعات يطلقها أحدهم (ذكروا اسمه) لغايات خاصة، فالبئر نعرفها جيداً منذ 35 عاماً ونعرف قدرتها المائية طوال السنوات الطويلة الماضية، وحتى الصليب الأحمر اللبناني الذي شغل البئر لمدة 72 ساعة متواصلة أكد توفر المياه لتغذية منازل البلدة والمدرسة، فلماذا اليوم جفّت مياهها بالتحديد، أم أن هناك مساعي لطمرها وحفر غيرها؟». المخاوف من طمر البئر يعبّر عنها أيضاً رئيس بلدية معربون علي الراضي، مؤكداً أن «البئر فيها من المياه ما يكفي طفيل، لكن ثمة من يحاول طمر بئر البلدة، والسعي لحفر بئر أخرى في مكان آخر».
يأمل أهالي البلدة، التي تكاد لا تستفيد من الدولة اللبنانية إلا بالهوية فقط، إيجاد حلّ سريع لمشكلة المياه، قبل أن يعودوا إلى عزلتهم الشتوية مع ملامح الثلوج التي بدأت تظهر على أطراف عقاراتها على ارتفاع 1720 متراً عن سطح البحر.