تترقب بلدية صيدا مقرّرات جلسة الحكومة المنتظرة اليوم لتحسم مصير أزمة نفاياتها المتراكمة منذ أشهر. فقد تلقى رئيس البلدية محمد السعودي وعداً بإقرار صرف مستحقات الصندوق البلدي المستقل، الذي وُضع من ضمن البنود الرئيسية للجلسة المنتظرة. وتبغي البلدية تجيير جزء من تلك المستحقات لتسديد فواتير شركة NTCC المكلفة بكنس نفايات المدينة وجمعها، علّها تعاود عملها الذي علّقته إلى حين قبض مستحقاتها المستحقة منذ عام 2019.
حلول متعددة
لنحو ست مرات، زار السعودي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، طالباً منه تحريك مستحقات البلديات المحتجزة لدى وزارة الداخلية، لتسيير الشؤون الأساسية للمدينة. آخر الآمال يعلّقها السعودي على جلسة اليوم. هذا ما قاله خلال استقباله أمس وزير البيئة ناصر ياسين. الأخير بدوره تعهد بطرح البند في الجلسة «ليس كرمى لصيدا فقط، بل لكلّ المدن الكبرى التي ترزح تحت وطأة أزمة النفايات التي لا تقلّ بثقلها عن أزمة الكهرباء التي تلتئم الحكومة لأجلها». وفي حال عدم إقرارها خلال الجلسة، سيدعو ياسين إلى إصدار موافقات استثنائية لصرف المستحقات. وإذا لم يمرّ البند أو التدابير الاستثنائية، أخرج ياسين للسعودي رزمة من الاقتراحات البديلة لتذليل الأزمة؛ أولها «جباية رسم ولو رمزي من المقيمين في نطاق المدينة لتمويل أعمال الكنس والجمع».
وعد ناصر ياسين بطرح قضية النفايات ومستحقات البلديات في مجلس الوزراء


ياسين طوّر اقتراحه إلى مشروع قدمته وزارة البيئة إلى مجلس النواب ينصّ على منح البلديات صلاحية الجباية لزوم النفايات. وفي انتظار إقراره، حاول ياسين إقناع السعودي بطرح الفكرة على المستوى الأهلي، وذلك استناداً إلى أن شوارع المدينة النظيفة، منذ أحد عشر يوماً، كُنّست بمبادرة وتمويل من تجمع المؤسسات الأهلية بمشاركة متطوعين وعمال من البلدية.

صيانة الآلات
حلّ أزمة المستحقات لا يبدّد العثرات التي تهدّد منظومة النفايات في صيدا. ياسين تطرّق إلى سوء إدارة معمل معالجة النفايات الذي لم تخضع آلاته للصيانة منذ سنوات، قبل انهيار سعر صرف الليرة أمام الدولار. ولفت إلى أن المعمل «يحتاج إلى نحو أربعة ملايين دولار لتستوي أوضاعه بشرط استتباعها بحسن الإدارة وتوافر مطمر للعوادم». ليس من الصعب توفير تلك الملايين من الجهات المانحة، لكن ليس لجيب شركة IBC مالكة المعمل ومشغلته، وإنما لبلدية صيدا. فهل تتلقّف الأخيرة اقتراح ياسين بتشكيل لجنة مشتركة تشرف على منظومة النفايات في المدينة من الفرز من المصدر والكنس والجمع إلى الفرز والمعالجة، فضلاً عن تكليف استشاري من قبلها يراقب يومياً عمل المعمل؟

تنازل عن المعمل للبلدية!
السعودي أبدى استعداده للتعاون، لافتاً إلى أن أصحاب المعمل أعربوا عن موافقتهم للتنازل عن المعمل للبلدية. لكن في حال صدقت نوايا مالكي الشركة (غالبيتهم سعوديون ومن العائلة الحاكمة)، ماذا عن مصير ملكية الأرض التي يقع عليها المعمل؟ إذ إن العقد الموقع بينهم وبين البلدية عام 1998 برئاسة هلال قبرصلي، نصّ على أن تؤول ملكية الأرض إلى أصحاب المعمل بعد 30 عاماً من تاريخ توقيعه. وتحدثت معلومات عن أن أحد المالكين أرسل أخيراً مبلغاً من المال للقيام بصيانة الآلات، إلى حين صرف المستحقات المتوجبة لهم لدى الدولة. وطالب السعودي ياسين بدعم صيدا لإقرار إنشاء مطمر العوادم الذي وقع الاختيار عليه منذ سنوات في بلدة زغدرايا.
اجتماع السعودي وياسين جاء ضمن جولة تفقدية للأخير على مبادرة كنس المدينة وبعض البلدات الأعضاء في اتحاد بلديات صيدا – الزهراني. واختتمت الجولة باحتفال تكريمي للمتطوّعين في قاعة البلدية، حضره النائب عبد الرحمن البزري.