أحدثت الهزّة الأرضية التي ضربت جنوب تركيا فجر اليوم وشعر بها سكّان لبنان وسوريا وفلسطين والأردن والعراق هلعاً وخوفاً كبيرين بين المواطنين في لبنان، ولا سيّما في طرابلس، من غير أن تحدث أيّ أضرار تذكر في الأرواح والممتلكات، باستثناء تصدّع مبنى سكني في حي حمدون في المنية، في حين تبين أنّ ما أشيع عن انهيار مبنى سكني في منطقة جبل محسن في طرابلس بسبب الهزّة، وفي غيرها من المناطق، غير صحيح.
ودفعت الهزّة الأهالي في مناطق عدة، وفي الأحياء الشّعبية في طرابلس، وتحديداً في القبّة وباب التبّانة للنزول من بيوتهم إلى الشّوارع خوفاً من انهيارها بسبب قدمها ومشاكل إنشائية فيها، بعدما اهتزّت منازلهم بشكل لم يعهدوه من قبل بفعل قوة الهزة، في موازاة إطلاق البعض الرصاص في الهواء من أسلحتهم الفردية بهدف إيقاظ المواطنين ودفعهم للخروج من بيوتهم والنزول إلى الشّوارع خوفاً من انهيارها في حال حصول ارتدادات للهزّة، وهو ما قام به كثيرون مع عائلاتهم برغم برودة الطقس.

وشهدت الشّوارع والسّاحات في طرابلس فجراً ازدحاماً كبيراً لحركة السيّارات بعدما فضّل كثير من العائلات عدم المبيت في منازلهم، وكانت المنطقة المحاذية بمعرض رشيد كرامي الدولي المنطقة التي شهدت أكبر ازدحام، حيث تجمّع في باحاته ومحيطه مئات العائلات التي افترشت أرضيته أو بقيت داخل سيّاراتها، بعدما ساعدتهم إنارة جمعيات خيرية، قبل أيّام، المعرض ومحيطه بالطاقة الشمسية بالبقاء آمنين فيه بعضاً من الوقت.

وبعدما أصرّت بعض المدارس الخاصّة على إبقاء أبوابها مفتوحة وعدم التجاوب مع دعوات الأهالي للإغلاق اليوم بسبب الطقس العاصف، دفعتها الهزّة الأرضية إلى إبلاغ أهالي الطلّاب، في رسائل نصيّة أرسلتها فجراً على هواتفهم الخليوية، توقف الدروس اليوم بسبب حالة الخوف التي سادتهم بسبب الهزّة.

كما شهدت مساجد طرابلس، بعد الهزّة الأرضية، إقبالاً من مواطنين عليها حيث أدوا فيها صلاة الخوف، وبقوا داخلها إلى حين صلاة الفجر، في حين شهد بعض الأحياء الشعبية في المدينة مسيرات تهليل وتكبير ودعوات.