عثر أحد الصيادين على قرش أزرق عالق في الشباك قبالة بحر القاسمية شمال صور. وتداول الصيادون معلومات تفيد بأنّ ذلك الموقع فيه حفرة تتجمّع فيها أسماك القرش. لكنّ القرش الذي عُثر عليه جديد من نوعه في المنطقة البحرية، ويتميّز بلونه الأزرق ورأسه الذي يشبه المنقار. وقد قدّم الصياد القرش لمتحف الحياة البحرية والبرية في مدينة صور، حيث قام مدير المتحف، جمال يونس، بتحنيطه. وقال لـ«الأخبار» إنّ القرش النافق «نادر الوجود في البحر الأبيض المتوسط ويبلغ من العمر حوالي خمس سنوات ويعيش في أعماق المحيطات حيث موطنه الأصلي. ويصل حجمه إلى أكثر من ثلاثة أمتار ونصف وهو نوع من القرش النادر في الشواطئ اللبنانية».
تصوير بلال قشمر()


فما الذي قاد هذا القرش إلى بحر صور؟ بحسب يونس، فإنّ «مياه بحر صور تشكّل موطناً لأنواع مختلفة من الأحياء البحرية التي تجد فيه مستقراً لها بسبب نظافة مياهه وحفاظه على النظم الإيكولوجية طيلة السنوات الماضية. وما ساهم في نظافته محمية شاطئ صور الطبيعية التي حمته وأصبح ساحل جنوب مدينة صور ممراً لأنواع عديدة من الأسماك الغريبة الآتية عبر مضيق جبل طارق من المحيط الأطلسي والبحر الأحمر عبر قناة السويس».
تصوير بلال قشمر()


من ناحيته، أشار مدير محمية شاطئ صور الطبيعية، الباحث في علوم الأحياء البحرية علي بدر الدين، إلى أنّ إدارة المحمية «تعمل جاهدة بالتعاون مع الصيادين ورواد البحر على حماية التنوّع البيولوجي المتصل بالنظم الإيكولوجية والحفاظ على الموارد الطبيعية الموجودة، وذلك من خلال ورش العمل التوعوية التي ساهمت في إعادة الحياة إلى بحر صور ليكون مقصداً للأسماك على أنواعها». ومن ظواهر التعافي، رصد حيوانات الفقمة والدلافين جنوبي صور.
ومن أجل حماية تلك الأنواع النادرة، لفت بدر الدين إلى أنّ المحمية «تعمل مع الصيادين لتعزيز قدراتهم المعرفية لحماية الأنواع المهدّدة بالانقراض ووضعنا بين أيديهم معدات تساعدهم على تحرير هذا النوع من الأسماك من دون تعريضها للأذى».