«نحنا حدك بجزين» تطبيق إلكتروني للمعاينات الطبية المجانية عن بعد، أطلقه أخيراً «اتحاد بلديات جزين» (يضم 28 بلدية). التطبيق ثمرة تعاون بين القطاع الخاص، وتحديداً شركة soul Med المتخصّصة في الخدمات الطبية الاستشارية عن بعد (Telemedicine) و«اتحاد بلديات جزين» و«مستشفى جزين الحكومي». انطلقت المبادرة التي تُعدّ الأولى على صعيد لبنان، من رحم الأزمة الاقتصادية ومعاناة الناس في الاستحصال على الخدمات الاستشفائية ولا سيما القطاع العام، كما يقول لنا رئيس «اتحاد بلديات جزين» خليل حرفوش، إذ يتوجه التطبيق إلى هذه الفئة بالدرجة الأولى نظراً إلى تداعيات الأزمة التي أصابتها بالصميم، بعدما باتت كلفة الطبابة والاستشفاء تتجاوز راتب موظف القطاع العام، بحسب حرفوش. يتطلب التطبيق الدخول إلى الموقع الإلكتروني الخاص بالشركة، ومن ثم تسجيل البريد الإلكتروني والولوج إلى لائحة الأطباء واختيار الطبيب المناسب، وطلب الموعد مجاناً، مع إشارة المنصة الإلكترونية إلى حفظ الخصوصية والمعلومات الطبية الخاصة بالمريض. تضمّ المنصة اليوم، أطباء متخصّصين بالأمراض النفسية والجلدية والعظام والقلب والأعصاب والأطفال.
المبادرة الاستشفائية المجانية، يضمّها مدير «مستشفى جزين الحكومي» الياس مسعد في اتصال مع «الأخبار»، إلى مهنة الطب الإنسانية التي قامت بالأصل على مساعدة الناس، ويرى في تخصيص الأطباء، (من ضمنهم أطباء يعاينون في المستشفى)، جزءاً من وقتهم اليومي أو الأسبوعي للمرضى عن بعد أمراً يمكن تحقيقه في سبيل التخفيف عن المرضى الذين يعانون من حالات طبية يمكن متابعتها عبر المنصة الإلكترونية، فبرأيه المستشفيات تعاني وكذلك المرضى والأطباء، والمطلوب كما يقول «تقطيع المرحلة».

إقبال خجول
إلى اليوم دخل 8 أطباء إلى هذه المنصة لتقديم خدماتهم الاستشفائية، ويُنتظر أن ينضم أطباء آخرون. في المقابل، تسجّل خمسون مريضاً طالبين مواعيد طبية استشارية عن بعد. هذا الإقبال الخجول يعيده مسعد إلى عدم امتلاك الكثيرين لخدمات الإنترنت، وجهل العديد منهم أيضاً، وخاصة كبار السنّ، بكيفية الولوج والتسجيل في المنصة الإلكترونية، علماً أن الاتحاد قام بتدريب موظف من كلّ بلدية، لمساعدة القاطنين على استعمال المنصّة. ولا شك أن هذا التطبيق وكيفية استخدامه يحتاجان كما يقول حرفوش إلى ترويج أكثر بين المواطنين. حالة تنسحب داخل بلدات الاتحاد، التي لم يسمع البعض عن التطبيق أو تجاهل تتبّعه. الحال قد تختلف قليلاً داخل بلدية «جزين» المنشغلة في الوقت الحالي بالتحضير لموسم الاصطياف. سألنا بعض القاطنين هناك عن التطبيق، الذين أكدوا معرفتهم به ووصوله إليهم، لكن لا تبدو على وجوههم الحماسة لاستخدامه أو لمساعدتهم في استشاراتهم الطبية، فقد تفاوتت اهتماماتهم وبات أغلبها مركّزاً على تحصيل لقمة عيشهم سيّما فئة الشباب التي تعمل في خدمة الزبائن في المطاعم والمقاهي هناك.