إلى مخاوف مزارعي البقاع من منافسة القمح المستورد وغموض آليات استلام المحاصيل وتقاضي ثمنها، يواجه هؤلاء تهديداً جديداً بتلف إنتاجهم من القمح والشعير تماماً هذا العام، مع غزو حشرة «السونة» (يُطلق عليها اسم حشرة «القرحف») سهول بلدات طاريا وطليا وكفردان وحدث بعلبك وحوش بردى ومجدلون، وصولاً إلى إيعات ودير الأحمر، في ظل تخلّف وزارة الزراعة عن القيام بأي خطوات لمكافحتها. علماً أن الوزارة نفسها أطلقت في تشرين الثاني الماضي، من السراي الحكومي، «خطة النهوض بزراعة القمح في لبنان» بعد أزمة الاستيراد وارتفاع الأسعار التي تسببت بها الحرب الروسية - الأوكرانية.وتعدّ هذه الحشرة، بعد فأر الحقل، من أكثر الآفات فتكاً بالمحاصيل إذ تمتص لبّ النبتة وتلتهم ساقها، «ما يعني لا حبّ ولا تبن، وصفر محصول وإنتاج»، بحسب المزارع حسين زعيتر، مشيراً إلى أن «إهمال وزارة الزراعة لرش المبيدات ومكافحة حشرة القرحف في المواسم الماضية، وتأخر الرش العام الماضي إلى ما بعد موسم التكاثر، رغم توفر الأدوية والمبيدات، ساهم في تكاثرها وانتشارها بشكل كثيف جداً»، ، ناهيك عن أن «عملية الرش بالطوافات كانت مضحكة، وأشبه بتلطيف أجواء السهل بالمبيدات!». ولفت المزارع علي حيدر إلى أن «هناك أكثر من 100 حشرة في كل متر مربع، وهذا كارثي للمحصول».
و«السونة» من أخطر الحشرات التي تصيب بشكل أساسي محاصيل القمح والشعير وتتسبّب بضرر كبير بحسب المهندسة الزراعية ماجدة شحيتلي، و«تأخير رش المبيدات يسمح بتكاثرها سريعاً خصوصاً مع الطقس الحار والرطب الذي مرّ منذ أسابيع، ما يجعل عملية المكافحة بعدها أصعب وبمفعول لا يدوم أكثر من 15 يوماً قبل أن تعود إلى التكاثر». وتشير إلى أن المكافحة برش المبيدات «غير مجدية بسبب المساحات الشاسعة للحقول المزروعة بالقمح والشعير، والتي لا يمكن رشها إلا بالطوافات وبكميات كبيرة للقضاء على الحشرة تماماً».