في إطار حملة رفع التعديات من الشوارع والأرصفة العامة، أزالت شرطة بلدية طرابلس بداية الأسبوع الجاري، بسطات سوق الأحد في المحجر الصحّي ومحيط مستديرة نهر أبو علي. لكنّ إزالة البسطات، التي تشكّل سوقاً شعبيةً مستقلة، لن يمرّ لدى الباعة المتضرّرين الذين شهدوا حملات سابقة من التهجير. فهم لم يعرفوا بعد الوجهة المقبلة التي ستستقرّ فيها بسطاتهم، برغم مرور ثلاثة أيام على بطالتهم القسرية.
فالسّوق كانت قديماً تُعرف بسوق الجمعة وتقع في محيط الجامع المنصوري الكبير وسط المدينة القديمة حتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي. لكنّ ضيق المكان والازدحام التي كانت تسببه، والإشكالات التي كانت تحصل بين أصحاب السّوق من جهة وأصحاب المحال التجارية في المنطقة من جهة أخرى، دفعت البلدية حينها إلى اتخاذ قرار بنقلها إلى محيط بولفار نهر أبو علي قرب التكية المولوية، وإقامتها يوم الأحد بدلاً من يوم الجمعة.

سنوات قليلة أمضتها سوق الأحد هناك قبل أن يجري ترحيلها مجدّداً إلى مكان آخر بسبب بدء تأهيل التكيّة المولوية قبل نحو عشر سنوات. فاتخذت البلدية قراراً جديداً بنقلها إلى طريق المحجر الصحّي ومحيط مستديرة نهر أبو علي بالقرب من مصبّ النهر في البحر. وبعد ترحيل قسري، قرّرت البلدية مؤخّراً إزالة السّوق من مكانها من دون تحديد وجهتها المقبلة.

مصادر مسؤولة في البلدية أوضحت لـ«الأخبار» أنّ «إزالة بسطات السّوق لا تعني إلغاءها نهائياً. البلدية تدرس إعادتها لكن في مكان آخر مع التشدّد في تنظيمها بعد الفوضى التي سادتها في الآونة الأخيرة، والإشكالات الكثيرة التي كانت تحصل بين أصحابها وأدّت إلى إحراق متعمّد لبعض البسطات، فضلاً عن تمدّدها بشكل فوضوي باتجاه أماكن مجاورة واحتلال بعض أصحابها أرصفة وشوارع المنطقة، وتحوّلها مع جوارها إلى مكبّ عشوائي للنفايات، ما أدّى إلى تصاعد شكاوى المواطنين والعابرين في المكان».

أصحاب البسطات لم يتقبلوا أسباب البلدية. ولفت بعضهم لـ«الأخبار» إلى أنّ سوق الأحد «موجودة في دول كثيرة. وفي طرابلس، روّادها في الغالب من الفقراء كما من متوسطي الحال والميسورين حيث يجدون التحف والألبسة المستعملة...».

وقد سرت شائعات عن احتمال استخدام موقع سوق الأحد لإعادة تأهيل وتشغيل محطة التسفير التي شُيّدت في المكان نفسه قبل سنوات. حينها لم يتمّ تشغيلها بسبب اعتراض أصحاب مواقف السيّارات والباصات والفانات. لكن مصادر البلدية أكدت أن تشغيل محطة التسفير «غير وارد حالياً، فمنشآتها تعرّضت للتخريب والإهمال خلال السّنوات الأخيرة، وأزالتها جرّافات البلدية بالكامل بالتزامن مع إزالة البسطات والتعدّيات التي أبقى أصحابها على بعضٍ منها».