اسمي اعتدال. أنا أمٌ لابنتَيْن اثنَتيْن وأربعةِ أبناء. تربية 6 أطفال في بلدٍ بحالة حرب لم تكن بمهمةٍ سهلة، ولكن كنتُ شخصاً متفائلاً جداً، فكنتُ وزوجي نحاول أقصى جُهدنا لجعلِ حياتنا حياةً هنيّة ولمنح أولادنا طفولة سعيدة.زوجي وليد كان يملك محل مفروشات. أما أنا فكنتُ أهتم بأولادِنا وكلما أتيح لي وقت فراغ كنتُ أحبُ أن أمضيه بالتطريز. كنتُ أتبرع بعملي لمركز الإنعاش لكي أساعد من كان محتاجاً.
في عام 1982، وفي لحظة، تَمَزَقَت عائلتنا.
بينما كان زوجي وليد وابني الأصغر محمود في طريقهما من وادي الزينة إلى صيدا لزيارة حَماتي، خُطِفا سويّاً.
محمود كان لا يتعدى التاسعة من عُمرهِ في حينِها. كان طفلاً صغيراً يعشق لعِبَ كرة القدم.
في ذلك اليوم المشؤوم، وليد ومحمود لم يعودا إلى المنزل. ومنذ ذلك الحين لم يَمرَّ يوم واحد لم أقضهِ بالبحثِ عنهم. منذ ذلك الحين وأنا لم أستطع النوم. كنتُ أتَخَيّل كل السيناريوهات المحتملة، حتى أني كنتُ أسمع محمود يناديني لنجدَتِهِ.
بعد مرور شهر، وبينما كنتُ أحاول يائسةً التواصل مع مختلف الميليشيات للحصول على أجوبة، أنا أيضاً خُطفت.
لا أحد يعلم ما الذي قد حدَثَ لنا الثلاثة.
أبنائي الخمسة، دلال وفاطمة وخالد وماهر ووسام، تُرِكوا لوحدهم. كان عليهم أن يكبروا بدون أبٍ أو أم.
كم أتمنى لو استطعت حمايَتهم من الحرب وجَنَّبتهم كلّ هذه المعاناة
لا تدعوا قصتنا تنتهي هنا!

من أجل معرفة قصة اعتدال الكاملة وقصص أشخاص آخرين فقدوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية يمكنكم زيارة: 
www.fushatamal.org