قدّمت الجمعيات أفكاراً كثيرة وأوراق عمل إلى مؤتمر «اليونسكو»، الذي عُقد الأسبوع الماضي لـ«تقويم تطور مدينة صيدا القديمة عن السنوات 2001 ـــــ 2011». هنا، في خان الإفرنج بصيدا، تفاوتت مقاربات الجمعيات. ثمة من تحدث عن «غياب الوعي» بأهمية التراث، وثمة من افتقد «النشاطات التقليدية»، إضافة إلى إضاءة آخرين على انحسار «القضايا الإنمائية»، لكنّ الهواجس الاجتماعية هي نفسها. وقد لاحظت ورقة المؤسسات الاجتماعيّة في المدينة «تزايد حالة الفقر وتردي الأوضاع الصحية، والتسرب المدرسي، وارتفاع نسبة عمالة الأطفال، وتفاقم آفة انتشار المخدرات، وتغييب صيدا عن الخريطة السياحية». وتسعى بلدية المدينة، المعنية الأولى بالمؤتمر، إلى أخذ توصيات مؤتمر اليونسكو بعين الاعتبار. وهي وإن صاغت ورقة «توصيات» لرفعها إلى اليونسكو، تبقى توصيات الثانيّة أساس الأولى. وقد عنونت ورقة البلدية بـ«توصيات لعملية التطور في صيدا القديمة»، متضمنةً 20 بنداً. وركزت على ضرورة «مشاركة الأهالي في عملية الترميم داخل صيدا القديمة، وتطبيق الإطار القانوني للحفاظ على التراث المعماري». ولفتت إلى أهميّة وجود «الإدارة المحلية» في ميادين العمل، من خلال فريق مدرّب للإشراف على الترميمات داخل البلدة القديمة، وإيجاد صيغة قانونية ومادية لمعالجة موضوع المالك والمستأجر في موضوع الترميمات داخل البيوت السكنية.
ولحظت الورقة ضرورة «تعزيز الخدمات الصحية»، داعيةً الى تكثيف التدريب المهني من خلال التعليم المهني وتشجيع الحرف. وفي سياق منفصل، أوصت البلديّة بتوفير «المساعدة التشغيلية قدر الإمكان لإيجاد فرص عمل للمتدرّبين مهنياً»، مقترحةً إنشاء «جمعية تضمّ المجتمع المحلي والسلطات، تكون مهمتها التواصل مع الدول العربية والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي».
وختمت الورقة توصياتها بـدعوة إلى «إقامة المهرجانات على الكورنيش البحري، وخاصة في القلعة البحرية»، لكنها، في الوقت عينه، طالبت بتوفير «الإنارة المعمارية في معظم الأماكن الأثرية والتراثية في صيدا القديمة، وتطوير السياحة الحضرية بالتركيز على الإرث التراثي في مدينة صيدا»، على أن تصدر توصيات اليونسكو النهائية بعد أسبوعين.