مكالمة هاتفية تلقاها اتحاد الشباب الديمقراطي (أشد) في لبنان، من أحد «الأصدقاء» في لجنة معلمي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ــ الأونروا ــ في الأردن أوصلت الخبر. ستضاف مادة «الهولوكست» إلى المنهاج الذي تعتمده مدارس «الأونروا». خبر لا يزال «تسريبة»، إذ لم تصرّح الأونروا بما إذا كان صحيحاً أم لا، رغم طرح السؤال عليها. وإن كانت اللجنة في الأردن قد أصدرته في بيان.
هو ليس خبراً رسمياً بعد. لكن، ماذا لو كان صحيحاً؟ هل ستعمل وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين على تدريس لاجئيها عن محرقة اليهود «كمادة إثرائية حقوقية»، من دون أن تدرّسهم حقوقهم؟ من دون أن تدرّسهم عن المحارق البشعة التي قام ويقوم بها اليهود في دير ياسين وقبية وقانا وصبرا وشاتيلا وقبلها وبعدها؟ أليس من الأجدى بها العودة عن قرارها القاضي بمنع النشاطات الوطنية المرتبطة بالقضية الفلسطينية وإدخال مادة تاريخ وجغرافية فلسطين إلى مناهجها التعليمية بدل ما تسميه إثراء؟هل تجرؤ على ذلك؟ أم أنها «مضطرة» لمراعاة مشاعر الدول المانحة للأونروا، التي هي في معظمها داعمة لإسرائيل؟
ربما، لا تستطيع، لكن بالتأكيد «لن يمرّ الخبر مرور الكرام»، يقول أحد أعضاء المجلس التنفيذي في لجنة معلمي الأونروا في لبنان إذا تذكرنا بأن هذا القرار كان قد جُمّد العام الماضي، لأسباب لم توضحها «الأونروا»، لكن الفلسطينيين يعيدونها إلى ردّة فعلهم عليه. وها هي اليوم تعود للقرار نفسه بلا مقدمات.
يقول أحد المدرسين والمهتمين بحقوق الإنسان إنه «يمكن لهذا الأمر أن يحدث، ففي اجتماع الأونروا السنوي في عمان «meeting of policy» تطرق المجتمعون لسياسة الأونروا العامة، وماذا ستدرس في مدارسها، من دون أن تتحدث بالتفاصيل، وهناك مواد تحضّر للعام القادم وقد تكون تلك المادة الإثرائية من بين تلك المواد التي ستنتج».
وقبل أن يصبح خبر «الهولوكوست» حقيقياً في المدارس الفلسطينية، تساءل اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني، في بيانٍ أصدره أمس، «لمَ لم تحرك الأونروا ساكناً تجاه الاعتداءات والقصف الإجرامي الذي طال مراكزها ومدارسها خلال العدوان الاسرائيلي لقطاع غزة عام 2008؟ ولمَ لم تستنكر سقوط العشرات من الشهداء من أطفال المدارس التابعة للأونروا والتي أمطرها الاحتلال الاسرائيلي بالقنابل الفسفورية الحارقة؟». ودعا الاتحاد وكالة الأونروا إلى «عدم الرضوخ للضغوطات الاسرائيلية الصهيونية، وأن تلتزم بمهمتها الأساسية التي أنشئت من أجلها، وهي حماية الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدة والاغاثة له». كما طالب اتحاد المعلمين والموظفين بالأونروا في الاقطار الخمسة ومختلف الجهات الفلسطينية بالتحرك ومواجهة أية خطوات يمكن أن يقدم عليها المسؤولون في الوكالة بشأن إدخال المادة ضمن المنهاج.