للمرة الأولى منذ سنوات، تقاسم فريقا 8 و14 آذار مقاعد المجلس الطلابي في انتخابات الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت التي جرت أمس بنتيجة (7 ــ 7) ، بعدما نجح المستقل المنتمي إلى حملة «Take back the council» (استرجعوا المجلس)، حسن حرب، في خرق الآذاريين وحجز مقعد له، مانعاً أي فريق من تحقيق الأكثرية. وبدا أن الحزب التقدمي الاشتراكي فشل في منح حلفائه الأصوات اللازمة لتحقيق الأكثرية. وإذ لفت بعض الطلاب إلى تصويت الاشتراكيين الذين نالوا مقعداً واحداً في المجلس، لمصلحة فريق 14 آذار، نفى مسؤول «حزب الله» في الجامعة مهدي الخنسا الأمر. أما مسؤول الاشتراكي كمال مطر، فقد رفض التعليق على النتيجة لـ«الأخبار»، فيما رأى مسؤول تيار «المستقبل» محمد الملا أنّنا «حققنا انتصاراً، وخصوصاً أننا نواجه 8 أحزاب منفردين»، مضيفاً «نربح الجامعة مع أو من دون الاشتراكي». هكذا احتفل الشباب حول الجامعة بطريقة «حضارية وسلمية»، بحسب الملا، ثم نزلوا إلى الضريح لإهداء الفوز إلى روح الشهيد وسام الحسن.
كان الأمر مختلفاً في جبيل التي خلت من المفاجآت بعدما استطاع تحالف 14 آذار تحقيق الأكثرية بنسبة (9 ــ 6) ، وقد وصلت نسبة الاقتراع إلى 72 في المئة.
اتسم اليوم الانتخابي بالهدوء المفرط، خلا حرمي بيروت ــ جبيل من المشاكل. هكذا ضبطت الإدارة الوضع وقد ساندتها الطبيعة. فعلت الصدفة فعلتها وأثرت سلباً على نسبة الاقتراع لدى الفريقين في بيروت، بحسب الخنسا. بدا ذلك واضحاً من خلال تدني نسبة الاقتراح التي لم تتجاوز الـ35 في المئة، إذ فضل الطلاب عدم التوجه إلى صناديق الاقتراع وخصوصاً أن الممرات التي تؤدي إليها غير مسقوفة.
لا جديد في استنتاج أن التصويت تم على أساس الانتماء الحزبي والطائفي. تقول إحدى الطالبات التي رفضت الكشف عن اسمها إنها «صوتت لقوى 14 آذار، وتحديداً تيار المستقبل لأنها سنية وتنتمي إلى هذا الخط». ليست معنية بالبرامج الانتخابية. هي مقتنعة بأنه لا جدوى منها. فضلت صديقتها عدم التصويت لأن الانتخابات «يجب أن تكون طلابية لا سياسية». حتى المستقلون، برأيها، مسيسون.
اختار عدد من الطلاب اللحاق بالأكثرية الصامتة، فضلوا عدم التصويت لأن لا أحد يمثلهم، ولأن الجامعة لا تزال على حالها.
منح بعض الطلاب المستقلين أصواتهم رغم قناعتهم بصعوبة فوزهم. وقع الاختيار عليهم لأنهم يمثلونهم من دون أي أبعاد سياسية. مع ذلك، زجهم البعض في أطر الانتماء. وبدت إحدى الطالبات العربيات متيقنة من قناعاتها حين قالت: «لا يوجد مستقلون في لبنان».
أصرت الجامعة على أن يكون أمس يوماً دراسياً عادياً شرط عدم اجراء امتحانات. لكن الخنسا أشار إلى أن بعض الأساتذة لم يحضروا بسبب نسبة الحضور المتدنية. ويضيف أن «بعض الطلاب يفضلون عدم الحضور إلى الجامعة خشية حدوث مشاكل وبسبب الطقس».
أما في جبيل، فقد قام عدد من الطلاب، عشية الانتخاب، بجولات في مواكب سيّارة كما جرت العادة كلّ عام، لم تخل من بعض المواقف الاستفزازيّة. وتجمّع الطلاب من مختلف الأحزاب على الطريق المؤدية الى الجامعة. وبرز اعتراض من قبل التيار الوطني الحرّ وحلفائه على اللافتات التي علقتها القوات اللبنانيّة على طول الطريق الممتدة الى الجامعة. مع ذلك، شهد اليوم الانتخابي الطويل هدوءاً نسبياً ظهرت ملامحه في محيط الجامعة. ولم يسجّل ظهور للجيش اللبناني، فيما تولى عناصر شرطة بلدية بلاط تنظيم السير. وكانت إدارة الجامعة قد استحدثت مدخلاً جديداً، مانعة السيارات من تجاوزه. اجراءٌ ليس إلا جزءاً من سلسلة اجراءات جديدة اتخذتها الادارة هذا العام من أجل تنظيم الانتخابات.
وأشار مسؤول «الكتائب» في الجامعة إيلي اندراوس إلى أن رداءة الطقس منعت عدداً من الطلاب من المشاركة في الانتخابات، وخصوصاً أولئك الذين يسكنون في طرابلس ومناطق شماليّة أخرى.
تجاوزت الجامعة امتحانها السنوي بنجاح. وقد ساهم تشددها في منع التجمعات داخل حرم الجامعة وخارجها في منع الاستفزازات. وبقي على فريق 8 آذار «تجاوز خسارته» غير المتوقعة.