ينفذ طلاب الماستر ــ 2 في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية اعتصاماً، عند الواحدة من بعد ظهر اليوم الثلاثاء، أمام عمادة الكلية في الدكوانة، احتجاجاً على نقل طلاب الفروع إلى مركز العمادة. وكان توحيد الدراسة في الدكوانة قد أحدث ضغطاً هائلاً وغير قابل للحل، إذ إن هناك نحو 1500 طالب سيتوزعون على 6 قاعات، وتتسع كل قاعة لـ 20 طالباً فقط، فيما يفرّع مركز العمادة الأقسام إلى 6 شعب لكل مادة، وبساعات تدريس تمتد من الصباح إلى المساء. يستغرب المراقبون لواقع الكلية عن كثب «تبرير ذلك بعدم الثقة بجدارة الفروع لمنح شهادة الماستر»، سائلين ما إذا كان ذلك ينسحب على الثقة بالإجازات التي تمنحها هذه الفروع للطلاب»، فيما يتردد كلام طائفي ومذهبي عن وضع الفروع وواقعها، مثل القول إنّ مستوى بعض الفروع المحسوبة على طائفة معيّنة أعلى من مستوى فروع أخرى محسوبة على طائفة أخرى. ويعلّقون: «لنفرض أن العمادة وجدت حلاً لمشكلة أعداد الطلاب، فكيف ستؤمن العدد المطلوب من الأساتذة؟»، بل إنّ ملامح الأزمة بدأت تترجم على أرض الواقع من خلال إلغاء اختصاص «التاريخ القديم» لعدم توافر الأساتذة، وقد نصح طلاب هذا الاختصاص بالانتقال إلى التاريخ الوسيط. فهل هذا يمكن أن يحصل بهذه البساطة؟
إلى ذلك، فوجئ أهل الكلية بالتمييز في إخضاع الناجحين في امتحان دخول الماستر ــ 1 لدورات تأهيلية باللغة الأجنبية، رغم أنّ مستوى من استثنوا كان أدنى من المشمولين بالدورات.
ويسأل المراقبون: «لماذا مررت الكلية كل طلاب المنهج القديم من دون امتحان دخول، وفي الأقسام الثمانية، فيما فرضت عليهم دراسة سنة إضافية من دون وجه حق، ولم يعوَّض عليهم بأي بديل؟». هكذا، يشارف العام الجامعي على الانتهاء ولم تحسم قضية حضور الطلاب، وهم لم يتعرفوا بعد إلى سنتهم الدراسية وطبيعة مقرراتهم. ووسط الضياع، غادرت عميدة الكلية د. وفاء بري في زيارة خارجية وبقيت القضايا المعلقة إلى حين عودتها، التي ينتظر أن تكون اليوم. إذاً، سيبقى ملف الجامعة مفتوحاً على كل الاحتمالات، فالمؤسسة الوطنية لا تتعرض للحصار الخارجي فحسب، بل أيضاً للضرب من الداخل. وهنا يسأل المتابعون: «ما مدى قانونية إعادة امتحان الدخول إلى الماستر ــ 1 في كلية الحقوق بهدف إمرار ابنة إحدى العميدات بطلب من رئيس الجامعة، بعد رفض المسؤولة في الكلية إمرار الطالبة؟». ويردفون: «أعيد الامتحان، ومع ذلك لم تتمكن الطالبة من النجاح».
وقد وقعت معاقبة الأستاذ ج. ز. بإقصائه من لجنة المناهج والبرامج في الجامعة بعدما صوّت للأستاذ ع. ع. في ترشيحات العمداء في كلية الآداب، وقوع الصاعقة على أهل الجامعة؟