طرابلس| من وراء عدساتهم، دخل شبّان وشابّات من طرابلس شوارع مدينتهم مصوّرين «ع الماشي» ناسها وأماكنها، فكان النتاج معرضاً جماعياً فوتوغرافياً للهواة يستضيفه قصر نوفل حتى اليوم الخميس بدعوة من «أصدقاء قصر نوفل». الحكاية بدأت منذ أكثر من 5 سنوات على موقع «الفايسبوك». فتح بعض الشباب مجموعة «نحن نحب طرابلس»، في محاولة لجمع شباب المدينة ومحبّيها وتبادل الحديث عن واقعها بعيداً عن النقاشات السياسية الضيّقة.

وبدأ بعض أفراد المجموعة بإضافة صور عن طرابلس، ما فتح نقاشات متشعّبة عن مشاكلها ودور الشباب في إيجاد حلول لها. ومع وصول عدد أعضاء المجموعة إلى أكثر من 4 آلاف، ونزولاً عند رغبة الشباب في القيام بنشاط فعلي يتوّج النشاط الإلكتروني، أطلق مشروع «صوّر ع الماشي» الذي استدعى نشوء جمعية تحت اسم «نحن نحب طرابلس» لتأطير العمل والحصول على تمويل.
هكذا، دأب الشباب منذ نحو سنة على دخول الأزقة والشوارع المنسيّة، حتى تلك التي يروّج أنّها «خطرة» مثل «باب التبانة» و«جبل محسن»، حاملين كاميراتهم لتلتقط مشاهد لمدينة لا يُنشر عنها الكثير من الصور الجميلة.
يشرح المنسّق العام للجمعية طه ناجي أنّ المعرض أقيم بعد اقتراح «أصدقاء قصر نوفل» الذين شاركوا في جولات «صوّر ع الماشي»، تقديم التجربة ضمن إطار «موسم الشتاء الثقافي». عندها بدأ العمل على اختيار عدد من بين آلاف الصور التي وضعها أصحابها على «الفايسبوك»، فوصل العدد إلى 80 صورة تلقي الضوء على «طرابلس: الناس والأماكن». الناس من باعة وحرفيين وأطفال وعجزة ومتسوّلين تعجّ المدينة بضحكاتهم ودموعهم، والأماكن من أزقة وخانات منسيّة في التاريخ والجغرافيا، ومعالم أثرية وسياحية مهملة ومهمّشة. «حين التقطت صورة في قلعة طرابلس، شعرت للمرة الأولى بأن هذا المكان لي»، يقول نزار نجّار، المشارك في المعرض، مشيراً إلى أنّ التجربة جعلته يعي انتماءه إلى المدينة. هذا المشروع أيضاً جعل مراد عيّاش يتعرّف إلى ابن مدينته الذي يقطن في أحياء لطالما مرّ بها وتساءل عن حال ناسها. ومثلما تنقّل الشباب في المدينة ليكتشفوها بأعينهم الثاقبة، سيتنقّل المعرض بين أماكن أخرى في لبنان ليرسم صورة طرابلس كما يراها شبابها.