عند الساعة الثامنة من مساء يوم الجمعة الماضي، حطّت طائرة في مطار بيروت الدولي قادمة من غينيا الاستوائيّة. لم تخرق فقط الأجواء اللبنانيّة، بل القوانين التي تحكم مقاطعة إسرائيل ومنتجاتها. فالطائرة وهي من نوع «Gulfstream G200» تنتجها «الصناعات الجويّة الإسرائيليّة» وفقاً لسجل البيانات الخاصة بتسجيل الطائرات، ومُنعت من الهبوط على الأراضي اللبنانيّة في شباط عام 2010، كما أنّها ممنوعة من الهبوط أو التحليق فوق بلدان عربية عديدة، بينها سوريا. فماذا حدث لكي يتغيّر القرار وتحطّ الطائرة على مدرج مطار العاصمة اللبنانيّة؟ الواضح حتّى الآن، بحسب مطّلعين على أوضاع الطيران المدني، هو أنّ مديريّة الطيران المدني اللبناني، بإيعاز من وزارة الأشغال العامّة والنقل، منحت هذه الطائرة رخصة الهبوط في لبنان. والشركة التي تتولّى صيانة هذه الطائرة النفاثة الصغيرة التي تتسع لثمانية أو عشرة أشخاص، وهي طبعاً مخصّصة للرحلات الخاصة ونقل رجال الأعمال، هي «MED Airways». وتنتج شركة الصناعات الجويّة الإسرائيليّة (IAI) هذه الطائرة، وقد سوّق لها في الأساس عبر الشركة التابعة «Galaxy Aerospace»، التي استحوذت عليها شركة «Gulfstream» في عام 2001. وجرى تغيير اسم الشركة التابعة كلياً إلى اسم الطائرة المذكورة.
وتستمرّ الشركة الإسرائيليّة بصناعة هذه الطائرة وبتجربتها في مرافقها في تل أبيب. ومن ثمّ تنقل الطائرة إلى مركز التجميع الخاص بـ«Gulfstream» في مطار «دالاس» في ولاية تكساس الأميركيّة حيث تجهّز بالمعدّات الداخليّة والتجهيزات الإضافيّة.
ومنذ عام 2005، تعمل «Gulfstream» على نسحة محدّثة من الطائرة المذكورة، وهي «G250»، أعلن عنها رسمياً في عام 2008. وطارت هذه النفاثة رحلتها الأولى في تل أبيب في كانون الأوّل عام 2009. ومن المتوقّع أن يحصل هذا النموذج على الترخيص اللازم خلال العام الجاري.
(الأخبار)