معرض العمل السنوي في الجامعة الأميركية مناسبة ينتظرها متخرجون كثر من مختلف الجامعات اللبنانية الرسمية والخاصة، بحثاً عن عمل في لبنان أو الخليج العربي. ومع أنّ المطر باغت اليوم الثاني من المعرض، كانت جموع العاطلين من العمل كثيرة، فقصد المعرض كل من يريد «تسويق» نفسه من أجل الحصول على عمل، أيّ عمل.
طالب العمل في المعرض السنوي هو نموذجياً شاب ـــــ وليس شابة، فحظوظ الشابات أقلّ بكثير وخصوصاً في الخليج. يكون الشاب عادة في منتصف العشرينيات. يرتدي بدلة رسمية، يوزّع نسخاً عدة من سيرته الذاتية للمؤسسات المشاركة. تستأجر كلّ شركة غرفة بلاستيكية معدّة لها تدفع مقابلها مبلغاً قد يراوح بين 1500 و4000 دولار أو أكثر بحسب الحجم وجنسية الشركة، وذلك لمدة يومين. هي وسيلة سريعة للحصول على مبالغ طائلة من إدارة الجامعة التي تتحدث منذ التظاهرات الطلابية في العام الماضي عن زيادة سعر الوحدات الدراسية لعجز في الموازنة. أما الشركات، وعددها 151، فهي بغالبيتها بنوك لبنانية وأجنبية ومجموعات عقارية ومالية تليها بعض الشركات البترولية المتركزة في الخليج، إضافة إلى بعض المنظمات غير الحكومية الأميركية التى أعطيت هذه السنة المبنى الطلابي (الوست هول) بأكمله لتسويق برنامجها المدعوم من الوكالة الأميركية للتنمية. المثير للاهتمام هو البريد الإلكتروني الذي أرسله المنظّمون ويحدد مجموع الشواغر الذي لا يتجاوز 76 مكاناً فقط، وهو رقم لا معنى له أمام مئات المتخرجين من الأميركية سنوياً.
يلاحظ من يتجوّل في المعرض طغيان القطاع المصرفي والخدماتي هذه السنة، فالمتخرّج من خارج كليات إدارة الأعمال والاقتصاد قد لا يجد مكاناً «يضبّه». نقرأ في كتيّب المعرض محاولة إدارة الجامعة التغطية على كلّ ذلك بحشر شركات وبنوك لبنانية وعالمية في خانة تقديّم فرص عمل للمتخرجين مع شهادات في علم الاجتماع مثلاً.
الشائعة التي تُرّوج لدى دخول الطالب الجامعة الأميركية مفادها أنّ إيجاد فرصة العمل له مضمون بسبب مكانة الجامعة العلمي وتاريخها و«بريستيجها» لا يستسيغها الطلاب، فهم لم يروا حتى الآن أي إحصائيات بشأن مساهمة المعرض السنوي للعمل التي تنظمه الجامعة في توظيف المتخرجين حديثاً، فيبقى البريستيج برستيجاً والمتخرّج الحديث... عاطلاً من العمل.
اللافت هو حضور الكثير من الشركات العالمية المتعاملة مع إسرائيل في المعرض. وكان ناشطون في الأميركية قد احتجّوا على مشاركة هذه الشركات في المعرض الماضي، مطالبين بالتزام القانون اللبناني ومقاطعة إسرائيل. ويرى الطالب هادي (22 سنة) أنّ «وجود تلك الشركات خيانة للقضية الفلسطينية والعربية» و«ما يحصل معيب ولا يجوز السكوت عنه».
وفي جامعة الروح القدس في الكسليك، كان لمنتدى التسويق العاشر الذي احتضنته كلية إدارة الأعمال والعلوم التجارية وقع استثنائي هذا العام، فلجنة التحكيم التي ستتولى وضع العلامة النهائية لمشاريع الطلاب تتألف من طلاب متخرجين من الكلية نفسها كانوا قد شاركوا في منتديات مماثلة ووصلوا خلال مسيرتهم المهنيّة إلى مراتب إداريّة مهمة. ثمّة ما هو مميز أيضاً، وهو العنوان الذي حمله المنتدىLimited edition ــ A decade in review، والذي تمحور حول التكنولوجيا والزراعة والصناعات اللبنانيّة والوظائف والنقل والطعام والموضة والهوايات والثقافات.
على صعيد آخر، أدّى الطلاب المشاركون أدوارهم التسويقية. هنا، تشير منسقة المنتدى ندى سركيس إلى أن «الطلاب ملمّون بكل تفاصيل الشركة التي اختاروا تسويق منتجاتها، إذ وضعوا خطة عمل كاملة للشركة، ودراسة تفصيليّة عن تاريخها وعن المنتج الذي تقدّمه وخدماتها وخطّتها التسويقيّة ونقاط القوّة والضعف فيها، واستراتيجيّة التسويق لمنتجاتها وغير ذلك». هكذا، نجح الطلاب منيف تامر ونيابل ساسين وهبة سيوفي في التسويق لمنتج فودكا.
واختار طلاب آخرون منتجات بعض الشركات موضوعاً لمشروعهم، ومنهم باسل عبيد ومارك صندوق وباسكال سلامه الذين اختاروا أحد مشروبات الطاقة لتسويقه مقابل «الحصول على علامة مميزة». لكن، ماذا عن حصة المشروع من العلامة النهائية؟ تقول سركيس إنّ «تنفيذ الجناح والدراسة للمشروع يمثلان نسبة 25% من علامة مادّة التسويق التي يتابعها طلاب الكليّة». يذكر أن المنتدى ضم نحو 250 طالباً.