في وقت لم تخمد فيه بعد نيران الجدل بشأن قرار «الجامعة الأميركية في بيروت» منح رئيس البنك الدولي السابق جيمس ولفنسون شهادة دكتوراه فخريّة، انطلقت حملة معارضة أخرى ضدّ مكرّم آخر من بين الأسماء الستة التي اختارتها الجامعة، هو الكيميائي ـــــ الفيزيائي، المصري ـــــ الأميركي، مصطفى السيد. وإذا كان الجسم الأكاديمي هو من أطلق المعارضة الأولى، فإن المعارضة الثانية انطلقت أول من أمس من خارج أسوار الجامعة. الاعتراض، مرّة أخرى، سببه علاقة المكرّم بإسرائيل، إذ إنّ السيد تسلّم عام 1993 دكتوراه فخرية من الجامعة العبريّة في القدس. وقد قرّرت الجمعيات المدنيّة الناشطة في مجال مقاطعة إسرائيل ومكافحة التطبيع التحرّك لمنع تكريم السيد، في وقت لم ترتفع فيه بعد أصوات من داخل الجامعة.
مجموعة «شباب ضدّ التطبيع» كانت من أوائل المعترضين على تكريم السيد، وأعلنت على موقعها الإلكتروني أنّ «ما لم تفهمه «الجامعة الأميركية في بيروت» ـــــ أو ربما على العكس هي تدركه ـــــ أنّ تكريم مصطفى السيد لن يجري، تماماً كتكريم ولفنسون». وطلبت على موقعها من طلّاب الجامعة وأساتذتها، كما من الناشطين ضدّ التطبيع أن يتحرّكوا معهم لينظّموا معاً حملة «ناجحة» ضدّ السيد. تقول يارا حركة، الناشطة في «شباب ضدّ التطبيع»، إنّ المجموعة كانت قد قرّرت سابقاً أن تتحرك في 25 الجاري ضدّ بيان رئيس الجامعة بيتر دورمان، الذي دافع فيه عن ولفنسون، ولأنّ الجامعة نفسها رفضت أن تعتذر، لكنّ التطوّرات في قضيّة السيد، فرضت عليهم تغيير مخططاتهم أيضاً، إذ تتجّه المجموعة مع الجمعيات المدنيّة الأخرى الناشطة في هذا المجال إلى التصعيد بحسب حركة. تقصد الناشطة هنا أنّه «سيجري الاحتكام إلى القانون اللبناني بما أنّ الجامعة موجودة على أراض لبنانيّة، وما تفعله مخالف لقوانيننا. لذا سنبحث عن طريقة قانونيّة لمنع التكريم، كما سيكون لنا تحرّك على الأرض نحدّد شكله في الأيام القليلة المقبلة».
بينما تتجّه الجمعيات المدنيّة إلى التحرّك والتصعيد، يميل أساتذة الجامعة إلى تهدئة الأمور بعض الشيء. ففي اجتماعهم أول من أمس ليحدّدوا ردّهم على بيان دورمان، تخلّى الأساتذة عن طلبهم من رئيس الجامعة الاعتذار، مكتفين باقتراح تفعيل الحوار بينهم وبين إدارة الجامعة، وطرح جملة مطالب أخرى، من بينها أن يكون لهم دور أكبر في اختيار المرشّحين للدكتوراه الفخريّة. وتقول الأستاذة في «الجامعة الأميركية في بيروت» والناشطة في «حملة المقاطعة ضدّ الصهيونيّة» رانيا المصري إنّه «لا يجوز أن نقسو على الجامعة، أو أن نعتقد أنّ هناك نوايا سيّئة خلف خياراتها، أو نيّة في التطبيع، هناك فقط اختيار سيّئ. رئيس الجامعة، بيتر دورمان، كان يعبّر صراحة عن رأيه عندما قال إنّ ولفنسون داعم للقضيّة الفلسطينيّة، وعلى هذا الأساس جاء إعلان تكريمه». وتضيف المصري: «بنظرنا ولفنسون، طبعاً، ليس بداعم للقضية الفلسطينية، لكن مشكلتنا هي في الأسس التي يجري من خلالها اختيار المكرّمين».



ولفنسون سيكرَّم في إسرائيل

ذكر موقع The Jewish chronicle online أنّه أُلغي خطاب وتكريم (السير) جيمس ولفنسون في «الجامعة الأميركية في بيروت» بسبب الضغط الذي مارسه «ناشطون ضدّ إسرائيل»، معترضين على روابطه الاقتصادية بإسرائيل. وتطرّق الموقع إلى بيان رئيس «الأميركية» بيتر دورمان، الذي دافع فيه عن ولفنسون، كما أعلن أنّه سيجري تكريم الرئيس السابق للبنك الدولي في إسرائيل، في الجامعة العبرية في القدس، الأحد المقبل. برّرت الجامعة خيارها بقولها إنّ: «ولفنسون شخصيّة محترمة في عالم المال والدبلوماسيّة»، وأضافت إنّ «ولفنسون صديق وفيّ وداعم حيويّ لإسرائيل، وإنّ التزامه موضوع السلام من أجل إسرائيل وجيرانها يعكس اهتمامه بها».