كعادتهم حوّل اللبنانيون مصائبهم إلى نكات. المصيبة هذه المرة ازدحام السير الخانق الذي خلّفته الأمطار، والنكات وليدة الواقع والمياه التي أغرقت الشوارع وحوّلتها إلى مستنقعات. أهالي جونيه أعلنوا عدم حاجتهم بعد اليوم إلى ممارسة هواية الرافتينغ في نهر العاصي، فقد غيّر النهر مكانه الصيفي أمس لينتقل إلى أوتوستراد جونيه الساحلي. أما أبناء الضبيه، فباتوا يبحثون عن موقع إلكتروني يصوّتون من خلاله للعجيبة الثامنة: بحيرة الضبية!هي قصة إبريق الزيت تتكرر مع مطلع فصل الشتاء. حتى باتت الشتوة الأولى تمثل عبئاً حقيقياً على المواطنين، نتيجة حدوث تجمّعات مائية على الرغم من التحسينات الكبيرة التي قامت بها معظم البلديات في ملف قنوات تصريف المياه خلال الآونة الأخيرة. في جونيه، الأمر لا يقتصر على معاناة المارّة على الأوتوستراد، بل يمتدّ إلى شوارعها الداخلية وتحديداً الشارع التجاري الرئيسي في المنطقة. هناك تجدّدت معاناة أهالي المدينة بسبب انسداد شبكات تصريف مياه الأمطار. الأمر على حاله منذ أعوام عديدة، إذ شكا التجار من دخول المياه إلى محالّهم، حتى طاولت بضائعهم، لأن الشوارع لم تعد تستوعب كمية الأمطار التي هطلت. وقد عبّر بعض التجار عن استيائهم لتكرار هذه الحادثة كل سنة، فيما وجه صاحب محل آخر اللوم إلى المعنيين في البلدية، لأنه يدفع كل عام المستحقات الواجبة عليه، فيما لا يحصل في المقابل على الخدمات الضرورية.
المعاناة نفسها طاولت أهالي ذوق مصبح، وتحديداً سكان المجمّع الماروني، حيث تكدست المياه في موقف السيارات لتعمّ المياه سطوح السيارات. سكان المجمّع مستاؤون من الوضع. فالأمر يتكرّر كل سنة بسبب عدم فتح الأقنية وتنظيفها قبل حلول فصل الشتاء. وقد غطى منسوب المياه سيارة أحد المواطنين على نحو كامل. أحد القاطنين في المجمّع تحدث لـ«الأخبار» عن الضرر الذي يلحق بهم سنوياً. فهم يستمعون يومياً إلى نشرات الأخبار لمعرفة أحوال الطقس كي يغيّروا مكان ركن السيارة، إلا أن بعضهم لم يعر الموضوع أهمية أمس، فحلت الكارثة. ويناشد قاطنو المبنى البلدية التحرك قبل حلول العواصف في الأيام المقبلة لعدم تكرار ما حصل.
رئيس بلدية جونية أنطوان افرام يوضح أن منطقة جونية لا تستوعب المياه من المناطق الكسروانية العالية لكونها منخفضة جداً عن باقي المناطق، فالسيول الآتية من الجبال تصبّ في جونية، التي لا إمكانات لديها لاستهلاك المياه. ويضيف افرام إن معظم الأودية باتت ممتلئة بالأبنية والزفت، ولم يعد هناك وجود للأتربة التي تستوعب المياه. أما الحل في رأيه، فيكمن في إقامة قنوات وآبار لاحتواء مياه الأمطار لمنعها من التراكم، وبذلك تغذّي المياه الجوفية. كاشفاً أن «البلدية بصدد تقديم طلب إلى وزارة الموارد المائية بهذا الخصوص».
أما رئيس بلدية ذوق مصبح السيد شربل مرعب، فقد أكد أن البلدية ليست على علم بما أصاب المجمع صباحاً، مشيراً الى أنهم عمدوا الى تنظيف جميع القنوات نحو 5 مرات تقريباً منذ شهر أيلول حتى اليوم. وأوضح أن تكدّس المياه لم يكن ناجماً عن تقاعس البلدية عن القيام بمهماتها، بل نتيجة الكمية الهائلة من الأمطار التي هطلت.
في الإطار نفسه، قامت وحدة تابعة لمدرسة التزلج في الجيش اللبناني أمس بعملية إنقاذ 30 مواطناً كانوا محتجزين داخل خمس سيارات، بعدما حاصرتها الثلوج في منطقة ضهر القضيب ـــــ مرتفعات الأرز، كما عملت هذه الوحدة على قطع طريق الأرز ـــــ البقاع منعاً لتعرض سلامة العابرين للخطر.