لا تتغيّر القاعدة في التلفزيونات المحلية: في كل مناسبة أو عيد، تتحفّظ المحطات عن إعلان برمجتها إلا في «الوقت الضائع». قد يكون الأمر بسبب المنافسة، أو بحثاً عن المزيد من الإعلانات. لكن في كل الحالات، يبقى على المشاهد انتظار المفاجآت. في ليلة رأس السنة، لا تتغيّر القاعدة. وككل عام، يبدو أن استقبال 2011 لن يختلف عن السنوات التي سبقته: أغلب البرامج فقدت بريقها، وتوقعات الفلك والأبراج باتت النجمة بلا منازع.هكذا تنحصر المفاجآت الفعليّة بين lbc، و«الجديد» خصوصاً، وتتنافس mtv وotv على أجواء الضحك والنكات، وتكتفي nbn بسهرة فلكية بامتياز، أما «تلفزيون لبنان» فيعد مشاهديه بسهرة تجمع الحوار بالغناء. تعتمد «المؤسسة اللبنانية للإرسال» كعادتها سنويّاً على استضافة ميشال حايك، ليدلي بتوقعاته الجديدة الممتدة لعام ونصف العام، إلى جانبه جولة على ما صدق من توقعات الأشهر الماضية. ولأن المحطة تبحث عن إرضاء فضول عشّاق الأبراج أيضاً، فقد تعاقدت حصراً مع ماغي فرح، التي اعتدنا أن نراها على كل الشاشات، لكن اتفاقها مع lbc يفرض عليها أن تطل على شاشتها أولاً، لتقدم توقعاتها لأبراج العام الجديد. وتعد القناة جمهورها بسهرة فنية، وألعاب، وجوائز يتوزع إخراجها بين إيلي أبي عاد، وسعيد خليل وتنتجها PAC. السهرة الغنائية يحييها عاصي الحلّاني، ومروان خوري، ورويدا عطيّة، وجوزف عطيّة وغيرهم، ويطلّ أيضاً نجوم الكوميديا أندريه جدع، وليلى اسطفان، وشادي مارون، وغابي حويّك في اسكتشات منفصلة. أما المشاركة في المسابقة هاتفياً مع طوني بارود وبرونا طعمة فستخوّل المتصلين الفوز بجوائز نقديّة وهدايا منها دفعة أولى لشقة.
وتراهن قناة «الجديد» على طوني خليفة المستمر على شاشتها، بعد تجديد عقده معها للمرّة الثالثة، مفضّلاً البقاء في «بيته الثاني»، كما يقول، على العودة إلى المحطة التي أطلقته أي lbc. ويبدو «الجديد» المحطة الوحيدة القادرة على منافسة lbc. إذ تجمع سهراتهما بين الفلك والفن. ويجول خليفة على التوقعات مع ليلى عبد اللطيف التي باتت محطّ أنظار أهل الفن والسياسة، ثم نيفين أبو شالة التي ستقدّم توقعاتها للفنانين والسياسيين. وخلال السهرة، يطلّ سمير طنب في جولة على الأبراج، إضافة إلى منى غريب المتخصّصة في علم الإيحاء والإيماء، فتتحدث عن وجوه السياسيين وملامحهم ودلالاتها. وبعد الفلك والتنجيم، تقدم سينتيا الأسمر سهرة فنية كوميديّة، يشارك فيها طوني حنا، وميشال أبو سليمان، وإيلي أيّوب، وميسم نحاس والنائب السابق عبد الله فرحات، وتتخللها إطلالة تلفزيونيّة أولى لجمال عبدو مع النكات وتقليد السياسيين والمونولوغ. ولا تخرج سينتيا من دائرة التنجيم، إذ تستقبل بصّارة، تقدم توقعاتها عبر قراءة فناجين القهوة للضيوف.
ولا يتوقف التنجيم عند هذا الحد، فقناة nbn تبدأ سهرتها وتنهيها مع الفلكيين، وتعطي جمانة قبيسي حصة الأسد من سهرتها. ويبدأ تلفزيون «المستقبل» أيضاً بالفلك مع كارمن شماس وتوقعاتها للعام الجديد، ثم برنامج «اضحك على اللي راح»، قبل السهرة الفنيّة التي تقدمها كارن سلامة مع أحمد دوغان، ومعين شريف، ومحمد اسكندر، وجاد نخلة، وميسم نحاس، وبشار درويش... ويتخلل السهرة نقل مباشر من وسط المدينة لأجواء السهر مع زينة جانبيه قبل حلول العام الجديد. وتتشابه فكرتا mtv وotv، إذ تقدم المحطتان حلقات خاصة من «أهضم شي» وLOL. ويبدو أن «تلفزيون المر» يعدّ مفاجأة في هذا المجال، إذ ينوي استضافة مقدمَي «لول» أرزة شدياق وهشام حداد تزامناً مع ظهورهما على الشاشة البرتقاليّة عبر مقلب مضحك! ويطلّ المقلّد جورج خوري، وسلمى مرعشلي، وفؤاد القدوم، إلى جانب الضيفين الدائمين نبيل عسّاف وأنطوانيت عقيقي مع مادلين مطر، وسينتيا كرم، وأنور الأمير، ووجيه صقر، وسنا نصر، ونتالي فضل الله. وتحاول mtv مجاراة الشاشات الزميلة في فقرة التنجيم والوصفات الغذائيّة، لكن توقعاتها كوميديّة وطبخاتها طريفة، تقدمها أنطوانيت عقيقي على طريقتها وبخفة ظلّها المعهودة.
وتنتهي سهرة mtv بعد برنامج «أهضم شي»، لتنتقل المحطة إلى الأجواء الموسيقيّة، بينما تبدأ على otv سهرة أخرى يقدّمها طارق سويد، وبطلها الأوّل مايك فغالي الذي هربت فيه المحطة إلى منتصف الليل بدل أن تضعه في مواجهة ميشال حايك وماغي فرح. يقدّم فغالي توقعاته السياسيّة والفنيّة. ثم تنطلق سهرة فنيّة أخرى مع اتصالات الفنانين ومعايداتهم، إلى جانب إطلالة المغنية رويدا عطيّة فجراً. ويستعين سويد بريبورتاجات جاد أبو جودة من قسم الأخبار، ليجول على الأحداث الفنيّة للعام المنصرم، ثم نشرة سياسيّة كوميديّة عن الأحداث الطريفة والغريبة مع رجال السياسة، ثم أطرف أخطاء ارتكبها مذيعو المحطة في ريبورتاج مضحك.


طليس... المنقذ


بات عبد الغني طليس بمثابة طوق النجاة لـ«تلفزيون لبنان». طليس هو بطل سهرات رمضان وجميع المناسبات من دون منازع: قدّم حلقة خاصة في عيد الميلاد من برنامجه الفني «مسا النور»، وسيقدم حلقة ثانية هادئة ليلة رأس السنة، يغلب عليها الطابع الحواري مع بعض الوصلات الغنائيّة، من دون الصخب الذي تلجأ إليه الشاشات الزميلة. أما ضيوف السهرة فهم الملحن سمير صفير، ورايا من فريق «فور كاتس» والفنان غسّان الرحباني، إضافة إلى علي حليحل والعازف جهاد عقل. هكذا، لا يغيب التلفزيون الرسمي عن المناسبة لكن بما تسمح به الميزانيّة.