القاهرة| الصحافيون المحسوبون على «الحزب الوطني» الحاكم في مصر، يصرّون على أن مساحة الديموقراطية لم تتأثّر بالتضييقات الأخيرة على وسائل الإعلام.... لكنّ ما حصل مع عماد الدين أديب أخيراً يؤكّد عكس ذلك. في السنوات القليلة الأخيرة، تغيّر التعاطي مع الإعلاميين المعارضين والمستقلّين. في السابق، كان هؤلاء يشكون من أنّ الناطقين باسم الحزب الحاكم يتجاهلون كل الانتقادات التي تتعرّض لها السلطة في مصر، ولا يردّون عليها، مما يمنع قيام حوار حقيقي. أما الآن فتغيّرت الصورة. هكذا، يرى الكاتب الحكومي البارز عبد الله كمال أن الرد أصبح واجباً، وخصوصاً بعدما ناشد الأمين العام لـ«الحزب الوطني» صفوت الشريف الصحف المصرية عدم «تسويد الواقع» أمام الناس ودعوتهم إلى التفاؤل بالإنجازات السياسية والاقتصادية للحكومة! هكذا أطل عماد الدين أديب ضمن برنامج «صباح دريم» مع دينا عبد الرحمن ليتحدّث عن المشهد السياسي المصري. وقال إن ما يشغل بال المصريين اليوم هو موضوع خلافة حسني مبارك. وأضاف أن التركيز يجب أن ينصبّ حالياً على الطريقة التي سينتقل فيها الحكم في المرحلة المقبلة «أنا مرعوب وخائف على مصر من الصراع حول خلافة مبارك». وناشد أديب الرئيس أن «يؤمّن انتقالاً ديموقراطياً وسلساً للسلطة حتى لا نسقط في المجهول». كذلك لفت الإعلامي الشهير إلى الطريقة التي جرت فيها الجولتان الأولى والثانية من الانتخابات البرلمانية «إذ رأينا مظاهر تثير القلق على مستقبل مصر وهي: أقباط أكثر إحباطاً لعدم تمثيلهم بحجمهم الطبيعي في المجتمع. ومعارضة خارج المؤسسات الدستورية متمثلة في الأحزاب التي منيت بهزيمة قاسية وقررت مقاطعة جولة الإعادة، وإخواناً أكثر شراسة بعدما يئسوا من المشاركة السلمية في اللعبة السياسية». كذلك طالب شقيقه عمرو أديب بعدم العودة إلى الشاشة عبر صفقة مع الحكومة. مما مثّل اعترافاً مباشراً بأن تجميد برنامج «القاهرة اليوم» لم يكن لأسباب مالية كما أعلنت «مدينة الإنتاج الإعلامي».
وبسرعة، برزت الأقلام الحكومية التي ردّت على أديب، وأبرزها ما كتبه عبد الله كمال في جريدة «روز اليوسف» أمس بعنوان «الخروج الآمن لعماد أديب من المهنة». وأكد كمال أن انحسار الضوء عن أديب بسبب الأزمة المالية التي تمرّ بها مؤسسته الإعلامية والسينمائية جعله راغباً في أن يكون تحت الأضواء من دون أن يكون له إنجاز صحافي حقيقي. وقال كمال، إنه لم يستطع تحليل تصريحات أديب سياسياً لأنه لاحظ أن «اهتمامات المتحدث كانت عائلية، فكان يرغب بشدة في حل أزمة برنامج شقيقه عمرو أديب وإنهاء أزمة زوجته السابقة ووالدة ابنه هالة سرحان الممنوعة من دخول مصر». وأكد أن عماد الدين أديب مصاب بالمرض الهيكلي، نسبةً إلى محمد حسنين هيكل، «هناك صحافيون لا يقبلون إلا أن يكونوا مستشارين للرئيس. وعندما لا يُسمح لهم بذلك، يقفون على الرصيف الآخر».