افتُتح الموسم الثّقافي في الجزائر على مقاطعة «معرض القاهرة للكتاب» وتعمَّق الجرح مع منع ناشري المحروسة من حضور معرض الجزائر. فيما اختتم بطيّ صفحة واقعة أم درمان، ودعوة السينما المصرية إلى «مهرجان وهران الدولي» وبرمجة اسم الروائي والمخرج خالد الخميسي ضمن ورشة إبداعيّة ستقام مطلع 2011 في الجزائر العاصمة. وبين النقيضين، فقدت السّاحة قامات بارزة أهمها الروائي الطاهر وطار والمفكر محمد أركون.ومثلما جرت العادة، فرضت السّلطة منطقها وتجاهلت تنديد المثقفين الجزائريين بقرار منع مصر من حضور «معرض الجزائر الدولي للكتاب». وكرّس القائمون عليه برئاسة اسماعين امزيان وجهة النظر الأحادية بتكريم عائلتي الراحلين الطاهر وطار وعبد الله شريط، واستبعاد محمد أركون الذي أوصى بأن يوارى في الثرى بالدار البيضاء بدلاً من مسقط رأسه في الجزائر، مما أجّج الجدل الذي طغت عليه الشوفينية بين البلدين على خلفية قضية الصحراء الغربية. وبينما يعيش البلد على وقع الفضائح، وجد بعض المثقفين في استضافة رواية واسيني الأعرج «البيت الأندلسي» على القائمة الطويلة لـ«بوكر» ثم استضافته في مكتبة الإسكندرية، مناسبةً لإعلان الحرب على صاحب «كتاب الأمير». وتبنّى الروائي أمين الزاوي الحملة بعدما فعل الشيء نفسه بعد رحيل الطاهر وطّار. بعيداً عن لغط الجبهة الأدبية، اكتشف جمهور الفن السابع طاهر رحيم (29 سنة) الذي خطف جائزة «سيزار» عن دوره في «نبي» للمخرج جاك أوديار. ممثل شاب سنستمتع بطلّته قريباً مع فيلم «ذهب أسود» الذي يشارك فيه إلى جانب أنطونيو بانديراس. ومثّلت السينما الحدث في 2010، مع الجدل الذي رافق فيلم «خارجون عن القانون» لرشيد بوشارب، الذي رآه بعض الفرنسيين «معادياً لقيم الجمهورية» فيما رأى جزائريون أنّه «يكشف ظلم الآلة الكولونيالية». وما زال الحديث مستمراً عن الفيلم رغم أن بوشارب انتقل إلى الولايات المتحدة لإنجاز شريط عن الناشطة أنجيلا ديفيس. وفي الصيف، توقفت العجلة الثقافية في بلد المليون ونصف المليون شهيد لمناسبة المونديال. واستمرت الغفوة قبل أن يستيقظ البلد على فاجعة انتحار الممثل العربي زكال عن 76 عاماً، ورحيل الممثلة كلثوم، فيما تصالحت المناضلة جميلة بوحيرد مع الحكومة التي كرّمتها، بعد رسالة استغاثة كتبتها المناضلة وتناولت عجزها عن تسديد تكاليف علاجها. وأخيراً، تستعدّ الجزائر لاحتضان تظاهرة «تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011» رغم أنّ المؤشرات تؤكد أن التظاهرة ببرنامجها لن تخرج عن الطابع الفولكلوري الذي ميّز «الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007» و«المهرجان الثقافي الأفريقي الثاني 2009».