القاهرة ــ محمد عبد الرحمنحرص ريتشارد غير على أن يكون لقاؤه الأول مع الصحافة المصرية بسيطاً وخفيف الظل، بعيداً عن المواضيع السياسية والسينمائية. وقد نجح إلى حدّ ما في ذلك، نظراً لمدة المؤتمر القصيرة (45 دقيقة) الذي أدارته الفنانة داليا البحيري بحضور رئيس «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عزت أبو عوف.
وركّز بعض الصحافيين في أسئلتهم على شعور النجم الأميركي بالخطر لدى وصوله إلى الشرق الأوسط، وخصوصاً أن شعبية الولايات المتحدة متدنية بين الشعوب العربية. لكنّ غير بدا واثقاً بإجابته، فقال إنه يعرف جيداً أن العرب يفرّقون بين السياسة الأميركية وبين الشعب الأميركي وخصوصاً نجوم هوليوود. وأضاف أنه كان متحمّساً للقدوم إلى مصر، وأنه مهتمّ بهذا البلد وبتاريخه «الذي يدرسه ابني في الصف الخامس حالياً». ولم تغب عن أجوبة النجم الأميركي بعض السذاجة والاستشراق، فأعلن أنه عندما كان في زيارة لدى أصدقاء إسرائيليين في الأراضي المحتلة، أراد العبور إلى رام الله، لكن الإسرائيليين فرضوا حظر تجوّل، ومع ذلك أصرّ هو على الذهاب إلى «المنطقة الأخرى» ليكتشف أن « الفلسطينيين أشخاص طيبون ورائعون جدّاً». وفي الإطار السياسي نفسه، عبّر مجدداً عن رفضه للحرب على العراق، مهاجماً الرئيس السابق جورج بوش الابن من دون تسميته. وأضاف أنه عشية الحرب، كانت أغلبية الشعب الأميركي ضدّها، «وأنا أنتظر خروج الأميركيين من العراق» لكي يتمكّن شعب هذا البلد من التفاهم في ما بين أطيافه.
وعن إمكانية تقديمه فيلماً مصرياً ـــــ أميركياً مشتركاً، أكّد أن صناعة السينما في العالم تعاني أزمة كبيرة بسبب ارتفاع مصاريف الإنتاج ليصبح متوسط تكلفة أي فيلم 100 مليون دولار، بينما تتراجع العائدات. لكنه عاد ليقول إنه إذا كان هناك سيناريو جيد ومميّز فهو سيوافق على الفور ومن دون تردّد، مشيراً إلى أن التنقّل من بلد إلى آخر لم يعد بالصعوبة نفسها التي واجهها في سنوات عمله الأولى في الفن. وأعاد غير التأكيد أنه يرى فيلم «شيكاغو» الأقرب إليه من بين مجموعة الأفلام التي شارك فيها. أما عن أسعد لحظة في حياته، فقال إنها يوم ولادة ابنه الأوّل.
وكان غير قد تألّق في حفلة افتتاح المهرجان رغم انتشار شائعات عن تأخّر وصوله إلى القاهرة التي سيغادرها غداً الجمعة بعد جولة سياحية.


جولييت: حرام فلسطين!

على هامش «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عقدت النجمة الفرنسية جولييت بينوش (الصورة) مؤتمراً صحافياً تكلّمت فيه عن علاقتها بالشرق الأوسط. وكشفت عن شعورها بالقلق لدى زيارتها الأولى لطهران كأنها قد تتعرّض للقتل « لكنني تعرفت عن قرب إلى المخرج عباس كياروستامي» الذي حصلت من خلاله على جائزة أفضل ممثلة في «مهرجان كان» هذا العام. في الوقت نفسه، قالت إنها لا تعادي إسرائيل لأنها تعرف جيداً «مدى معاناة اليهود في أوروبا وفي فرنسا تحديداً». غير أنها عادت وأضافت أنها «ترفض ما يتعرض له الفلسطينيون من تعذيب وإهانة ثابتة وأكيدة أمام العالم».