بشير صفير مجدداً، ستكون بيروت مساء اليوم على موعدٍ مع حلقة جديدة في سلسلة الـCiné-Concert التي تشهدها بيروت. بعد مواعيد عدّة، يعود آخرها إلى الشهر الماضي، حين رافقت فرقة Munma اللبنانية الفيلم الصامت «عيادة الدكتور كاليغاري»، تقدّم المؤلفة اللبنانيّة وعازفة البيانو جويل خوري تجربتها في هذا المجال. هذا المساء، تستضيف صالة «متروبوليس أمبير صوفيل» ضمن تظاهرة «صور ثورية» (راجع «الأخبار»، 6/ 11/ 2010)، حدثاً سينمائياً موسيقياً، يجمع فيلم «البارجة بوتمكين» للسوفياتي سيرغي آيزنشتاين، وموسيقى جويل خوري في عزف حيّ على البيانو.
عندما أنجز آيزنشتاين رائعته، سلك الآلية المعتمدة آنذاك في مسألة الموسيقى التصويرية. لكن في عام 1925، لم يكن سيرغي بروكوفييف، المؤلف الذي ارتبط اسمه بالمخرج الكبير، قد عاد إلى روسيا (1932) التي تركها مع اندلاع الثورة البولشفية (1917). بروكوفييف كتب لاحقاً موسيقى «ألكسندر نفسكي» و«إيفان الرهيب»، لكنّ واضِع أوّل موسيقى لـ«البارجة بوتمكين» هو إدموند مايزل، المؤلف المغمور الذي لم تعرَف أعماله شهرة تذكر، ومن بينها شريط هذا الفيلم.
كثيرون أوحت لهم مشاهد الفيلم السوفياتي تصوراً صوتياً/ موسيقياً، طال الجاز والموسيقى الكلاسيكية والإلكترونية وغيرها. أشهرها للفرقة البريطانية Pet Shop Boys التي وضعت في عام 2004 شريطاً فيه موسيقى إلكترونية وأوركسترالية وأغنيات. كذلك اختيرت موسيقى لمؤلفين مرموقين (أبرزهم شوستاكوفيتش)، رافقت إصدارات لاحقة للفيلم، لكنها لم تُكتَب خصوصاً له.
كيف عملت جويل خوري على إنجاز شريطها الخاص؟ لقد وفّر معهد «غوته» في بيروت للمؤلفة اللبنانية نسخة عن المدوَّنة الموسيقية الأصلية التي وضعها إدموند مايزل... لكن بتوليف للبيانو فقط (بدل الأوركسترا). غير أن المدوّنة التي استقدِمَت من روسيا رديئة، إذ تشوبها أخطاء تدوين موسيقية، وفق ما تقول خوري التي أضافت أنّها لم تعتمد عليها على نحو كلي. هكذا تؤدي عازفة البيانو 60% إلى 70% من هذا التوليف، مضيفةً بعض محطات الارتجال وأعمال بيانو قصيرة من عند المؤلف المجري الشهير بيلا بارتوك (مقتطفات من عمله الضخم «ميكروكوسموس»). وبذلك، يكتمل الشريط الصوتي التي يطول مدّة الفيلم (70 دقيقة)، لتلتقي في افتتاح مهرجان «صورة ثورية» صورة آيزنشتاين بتوليف مايزل وارتجال خوري وتأليف بارتوك.

8:00 مساء اليوم ـــــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية/ بيروت). للاستعلام: 01/204080