وقبل تعيين الخبير الفرنسي، بُذلت محاولات لرأب الصدع بين الإدارة والعاملين. وقد عمل على تقريب وجهات النظر المحامي باسيل يارد، كما حضر من بيروت عضو المكتب السياسي لـ«تيار المستقبل» راشد فايد، لكنه أُبعد عن الموضوع. وقد حاول الفريقان الاستفادة من فترة السماح التي أخذها الخبير، لكسب المعركة الإعلامية التي فُتحت بنشر أخبار الصراع الداخلي في الإذاعة. ويمكن القول إن رئيس مجلس الإدارة فؤاد نعيم الذي يتهمه بعض الموظفين بـ«هدر الأموال»، فعَّل علاقاته الإعلامية واستطاع تسجيل نقاط عدة في الصحف. إلا أن ما ورد في تقرير الخبير قد يقلب الموازين. إذ يتقاطع مع وجهة نظر المعارضين لمشروع صرف الموظفين.
يتّهم الموظفون فؤاد نعيم بسوء إدارة الإذاعة
ويخلص التقرير إلى أن «الإذاعة معتادة تاريخياً على عجز في التمويل»، لكنّه لا يرى «مبرراً قانونياً» لفصل الموظفين. بل يشدد على أنّ مشروع الإدارة الجديد لا يعتمد إلا على «صرف الموظفين وتخفيف المراسلين سبيلاً لتخفيف الأعباء المالية» بينما يرى الخبير أنّ «هذين العاملين هما مصدران رئيسيان لقوة الإذاعة».
باختصار، يدعو الخبير إلى تخفيف عدد الإداريين لأنّ «معاشاتهم تتجاوز بأضعاف معاشات الصحافيين». وهذه النقطة تحديداً هي من أهم مآخذ المعترضين على مشروع إعادة الهيكلة. إلا أن نعيم يؤكد أن «٥ من أصل 9 إداريين من ذوي المعاشات العالية» ستتأثر مناصبهم بإعادة الهيكلة.
ويتهم قسم من الموظفين نعيم بمحاولة «توريط آل الحريري» لأنه يريد أن يخفي «الديون التي راكمها خلال تسع سنوات والناتجة من سوء إدارته»، وأنّه يقدم تقارير «مثقلة بأرقام مغلوطة». هل ينقذ آل الحريري إذاعة «الشرق» التي تعودت الجالية العربية في فرنسا متابعة أخبار الوطن العربي عبرها؟ أم تصبح محطة تجارية تبث أخبار الوكالات والكثير من الأغاني؟