عبد المجيد مجذوب وأحمد الزين والآخرون...
باسم الحكيم
كاميرا باسل الخطيب تدور منذ ثلاثة أسابيع في مناطق مختلفة من جنوب لبنان. باشر المخرج تصوير عمله بين الجدران المغلقة، قبل أن يخرج به إلى المواقع الخارجيّة، حيث الآليّات العسكريّة، والدبابات، والأسلحة، والعمليّات الاستشهاديّة، وهي المشاهد الأصعب والأدسم في عمل يرصد تاريخ المقاومة منذ عام 1982 حتى عدوان تموز (يوليو) 2006، في ثلاثة أجزاء، ينفّذ أولها حاليّاً في 30 حلقة، ويحدد موعد تصوير الجزءين الآخرين لاحقاً. العمل من كتابة السيناريست السوري فتح الله عمر الذي اضطر إلى مراجعة نصّه مع السيناريست اللبناني محمد النابلسي، لكونه يدرك شروط الدراما في «المنار»، والنتيجة صيغة معدّلة للنص السوري بنَفَس لبناني مقاوم.
في بلدة كفور في النبطيّة، يجتمع فريق العمل في أحد المنازل، ويعطي المخرج توجيهاته للممثلين ويحرص على إبراز اللهجة الجنوبيّة في كل مشهد. فإذا بمشهد يدور بين مقاومين هما علي (طوني عيسى)، وجعفر (طارق أنيش) الذي يحاول العملاء تجنيده لمصلحتهم، يعاد لمرّات، رغم أن الممثلين حفظا دورهما جيّداً، ويؤديانه بإحساس عال، إنما لا بد من مراعاة اللهجة.
تتوزع بطولة العمل الذي يتوقع الخطيب إنجازه في نهاية شباط (فبراير) أو مطلع آذار (مارس)، بين حشد من الممثلين، بعضهم نجوم غابوا عن الدراما لسنوات، أمثال عبد المجيد مجذوب، وأحمد الزين، وعمار شلق وقاسم إسطمبولي. أما بطلا العمل اللذان يحددان مسار الحكاية، فهما طوني عيسى (علي)، ومازن معضّم (فارس)، وهما صديقان من أهل الجنوب أيضاً، تأتيهما فرصة إكمال دراستهما في الخارج. غير أن الأمر يتزامن مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان، فيجدان نفسيهما في واقع مختلف ومعطيات جديدة تدفعهما إلى تغيير مسار حياتهما كلها، واتخاذ قرارات جديدة، قبل أن ينضمّا إلى المقاومة ويكون لكل منهما دور مهم في دحر الاحتلال الإسرائيلي. لكن الشك سيساور كلاً منهما تجاه الآخر، فيظنّ كل واحد أن صديقه أصبح عميلاً. كما يشارك في العمل كريستين شويري، ودارين حمزة، وبولين حدّاد، وهنّ ثلاث نساء تضعهن الظروف أمام مفترق طرق. إلى جانب يوسف حدّاد الذي يؤدي دور أحد المجاهدين، وعلي سعد، وختام اللحّام ووفاء شرارة، ومجدي مشموشي، وخالد السيد، وهشام أبو سليمان، وطارق أنيش. كما يظهر المخرج سمير حسين في شخصيّة أحد رجال المقاومة الفلسطينيين الموجودين على أرض لبنان.
يعرب الخطيب لـ«الأخبار» عن سعادته بأن يكون في «هذا المكان، الذي يمثّل بالنسبة إلينا كعرب ومسلمين موقعاً مهماً لأنه شهد تاريخاً كبيراً من النضال والمقاومة، ويشرّفني أن أكون جزءاً من هذا التاريخ». ويكشف أن التأخير في انطلاق التصوير يعود إلى العمل المكثف على السيناريو، «لنصل به إلى الصيغة الأفضل، ونبدأ العمل وبين أيدينا مادة أدبية مكتملة دقّقت وأشبعت من جميع النواحي، تُمكِّننا من تقديم عمل يليق بالمقاومة».
في مكان آخر، ينشغل مساعد المخرج بتفريغ المشاهد على الورق، فيما يعمد فريق العمل مع مدير الإنتاج حسن عبيد الى توزيع جدول الأيّام المقبلة. أما المفاجأة فكانت حضور محمد جواد نصر الله نجل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله إلى موقع التصوير، في إشارة خاصة إلى مدى اهتمامه بهذا العمل.
ويعرب الخطيب عن رغبته في عرض «الغالبون» قبل رمضان «لأنه من الأعمال التي يجب متابعتها بهدوء وبعيداً عن الأجواء الدراميّة الصاخبة». أما رهان قناة «المقاومة والتحرير»، فيدفعها إلى ترجيح أحد موعدين للعرض، هما الموسم الدرامي والذكرى الخامسة للعدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز (يوليو) 2011.
من جهتها، لن تنشغل الجهة المنتجة بالبحث عن «كومبارس»، إذ يبدو أهالي القرى أكثر من متحمّسين للظهور أمام الكاميرا، وخصوصاً أن العمل يتناول موضوع المقاومة، والعاملون في كواليس موقع التصوير يرتدون قمصان... «المنار».
الرهان على «الغالبون» كبير، كما أن الجهة المنتجة («مركز بيروت الدولي للإنتاج الفني والتوزيع» و«المنار») تعد بأنها لن تبخل عليه، ليظهر بالطريقة اللائقة التي تعرّف بالمقاومة وتاريخها.
يشار إلى أن هذا المسلسل في جزئه الأول هو أول عمل يتناول الحقبة الممتدة بين 1982 و1985. إنما هل يمكن أن يغري هذا العمل كل مواطن عربي؟ يبدو الخطيب متأكداً «هي قضية تهمنا جميعاً كعرب ومسلمين. أما الفئة من الناس التي لا تشعر بأنها معنيّة به، فهي لا تهمني أساساً».
لكن، هل تتعامل الفضائيات العربيّة معه بمسؤوليّة وتجرؤ على عرضه، أم تتخذ خيار الهروب كما فعلت مع «الاجتياح» و«أنا القدس» وأعمال أخرى تناولت القضيّة الفلسطينيّة أو تطرّقت إلى الكيان الإسرائيلي؟


on the spot

عودة الشهيد أحمد قصيرويُعدّ العمل تحدياً للممثلَين الشابين طوني عيسى (علي) ومازن معضم (فارس)، وهما بطلا القصّة. ويقول عيسى «هذا أجمل أدواري، رغم أنه لا يمتّ إلى حياتي الاجتماعية بصلة، لكنه يضيء على واقع الشباب المقاوم في جنوب لبنان و«حزب الله»، وهو عمل مقتبس عن قصة حقيقيّة. إذ يدور حول شابين ترعرعا معاً في قرية جنوبيّة، وحلما منذ الطفولة بتحرير الأرض وإبادة إسرائيل». أما مازن معضّم الذي يرتقب عودته إلى الشاشة في مطلع العام الجديد في حلقات «لونا» من سلسلة «زمن» كتابة كلوديا مرشليان وإخراج سمير حبشي، فهو دور يبعده عن الأجواء المافيويّة التي لازمته طويلاً، ويمكّنه من إثبات موهبته التمثيليّة في دور يحتاج إلى الكثير من الأحاسيس والمشاعر.