بشير صفير
يبدو أنّ فنّ الـ Ciné - Concert (المرافقة الموسيقية الحيّة لفيلم صامت) شق طريقه إلى الحياة الثقافية اللبنانية، وبات موعداً ثابتاً في الروزنامة المحلية. بعد لقاءات مع فنانين لبنانيّين ذوي توجهات حديثة وغير تجارية، شاركوا في عرض أفلام صامتة بمرافقة موسيقية خاصة وحيّة، تضيف فرقة Munma للموسيقى الإلكترونية (جواد نوفل، ومعه وجدي إليان)، تجربة جديدة في هذا الإطار. تعدّ «مونما» من أفضل الفرق العربية في صناعة الصوت والموسيقى انطلاقاً من الإمكانيات التي تتيحها



"Qana"








برامج الكمبيوتر الخاصة وتوابعها، أحببنا هذا النمط أو رفضناه. ومساء الأحد، ستقدّم الفرقة شريطها الصوتي/ الموسيقي الذي أنجزته خصوصاً لمرافقة فيلم «عيادة الدكتور كاليغاري».
عمل على موسيقى الفيلم فنانون كثيرون في العالم (أسماء مغمورة بمعظمها). هكذا كانت له حصته في الجاز والإلكترونيك والموسيقى الكلاسيكية المعاصرة وغيرها، لأن حركة الصورة الصامتة تخلق احتمالاتٍ لامحدودة في تخيُّل الصوت الذي يناسبها.
المرافقة الموسيقية الحيّة للأفلام الصامتة رافقت الفن السابع منذ بدايته حتى ابتكار تقنية تسجيل الصوت مع الصورة. لاحقاً، انتشرت في الغرب التجارب التي «تعيد النظر» في الشريط الموسيقي المناسب للشريط المرئي الصامت، ثم انتقلت اللعبة إلينا.

موسيقى «مكتوبة» من دون أي هامش ارتجال

وشاركت فرق شابة في مشاريع من هذا النوع، مثل XEFM التي وضعت شريطاً موسيقياً لفيلم تزيغا فيرتوف «الرجل ذو الكاميرا»، وقدّمته في عزف حي. كذلك قدّم الثنائي رامي وبشار خليفة عزفاً مرتجلاً (أو شبه مرتجلٍ) على فيلم مورنو الشهير «فاوست».
اليوم، يعاود المنتج الموسيقي زياد نوفل الكرّة، إذ يُدخِل «مونمة» في التجربة، كما فعل بالأمس مع XEFM. هكذا عمل الثنائي جواد نوفل ووجدي إليان ثلاثة أشهر على موسيقى من 71 دقيقة (مدّة الفيلم)، حتى باتت جاهزة، أي «مكتوبة» من دون هامش ارتجال. الفرقة التي تعدّ المشروع الأكثر جدية في مسيرة جواد نوفل، أصدرت أربعة ألبومات، بينها ثلاثية عملَ عليها نوفل إثر عدوان تموز، تحت عناوين «34 Days، «Black Tuesday وUnholy Republic. ماذا اختارت Munma من ترسانة الأصوات الإلكترونية لتظهير أجواء الرعب في «عيادة الدكتور كاليغاري»؟ معرفة الجواب أمر مشوّق... تشويق يضاف إلى الرعب الذي ينضح به الفيلم الشهير.


تصويب: خلافاً لما ورد في مقالة الزميل جاد نصر الله أمس، على هامش زيارة المعمار الإيطالي ماسيميليانو فوكساس لبيروت، ومشاريعه الإسرائيليّة، فإنّ «متحف التسامح» في القدس ـــــ لا «دار بيريز للسلام» في يافا ـــــ هو الذي شيّد على أنقاض مقابر فلسطينية. لكن ذلك لا يغيّر جوهر الموضوع، فـ«دار السلام» التي صمّمها فوكساس، خطوة أخرى على طريق طمس الهوية الفلسطينية، كما أوضحت الأكاديمية والمعمارة منى فوّاز.