إيلي صعب دعانا إلى Studio 54، أشهر مربّع ديسكو نيويوركي في السبعينيات... أما زهير مراد، فأخذنا في «حفلة على يخت» مع أفروديت إلهة الحب والجمال والشهوة

«ملائكة» إيلي صعب



نيويورك ــ حنان الحاج
من الممتع أن تكون إيلي صعب أو تعيش عالمه: الإبداع يأتي سهلاً بلا تكلّف، وتصاميمه كاملة. تحت عنوان «بهجة السبعينيات» ›S DELIGHT 70، عرض المصمّم اللبناني مجموعته الجديدة للملابس الجاهزة لربيع وصيف 2011 في آخر أيام الموضة الباريسي. 55 تصميماً تنوّعت بين فساتين، وسراويل طويلة وقصيرة، وجاكيتات، وتفصيلات غنيّة ذكّرتنا بالسبعينيات: إريس (جودي فوستر) في فيلم «سائق التاكسي» الشهير، ومسلسل «ملائكة تشارلي»، وأحذية «بلاتفورم»، وأقمشة البولييستر.
السبعينيات، ذلك العقد الذي نسيه كثيرون عاد بقوّة هذا الموسم كردّ فعل على الانهيار الاقتصادي العالمي، كما قال المصمّم الأميركي مارك جاكوبس، وخصوصاً أن تلك الحقبة تمثّل هروباً إلى الرومنسيّة.
بدأ العرض على وقع موسيقى مشاهير السبعينيات، ديانا روس، وفرقة «شيك»... دخلت العارضات بملابس ساتان فضفافة نسترجع معها ليالي Studio 54، أشهر مربّع ديسكو في السبعينيات في نيويورك. استحضر صعب كلّ أجواء تلك الحقبة باستثناء كرة الديسكو البرّاقة وتسريحة الشعر المنفوش. التصاميم بدت راقية وأنيقة، استثنى منها «الهيبيّة» والنقوش الصاخبة والألوان الداكنة، فجاءت غنيّة بالتفاصيل. وتميّزت بالثنيات العريضة، والكشكش، وبوفرة القصّات ذات الأكتاف المحشوّة.
اختار صعب الألوان الفاتحة كالأزرق المعدني، والسلمون الزهري، والأخضر المصفرّ، والرمادي اليمامي. وتنوّعت الأقمشة بين الساتان، والشيفون، والتول، والكريب، والباييت. كما أكثر من استخدام الإضافات على التصاميم كالتطريز اللامع ليضفي عليها مظهر الروك البرّاق الذي طغى على المشهد الموسيقي في السبعينيات. باختصار، كان عرض صعب من أجمل ما قدّم. وحتماً ستجد هذه التصاميم طريقها إلى الكثير من أجساد نجمات هوليوود.

... و«آلهة» زهير مراد



لا عجب أن ينتظر جمهور زهير مراد عرضه كلّ موسم ليهيم معه في أمكنة حالمة. هذا الموسم، أبحر المصمم اللبناني على متن يخت سرمديّ ليرسوَ في رودوس وشواطئ إيبيزا. بعنوان «حفلة على يخت»Party on a yacht ، قدّم مراد مجموعته الجديدة للملابس الجاهزة لربيع وصيف 2011 ضمن أسبوع الموضة الباريسي.
لم يكن العرض عادياً. ثبتت العارضات على قواعد تماثيل، ملتحفات تصاميم بدت إغريقية فظهرن كآلهة يونانية: أفروديت إلهة الحب والشهوة، ديمتر إلهة الخصوبة والحصاد، وهيستيا إلهة الدفء. بدت صالة العرض كأنّها معبد إغريقي.
كذلك بدا مراد متأثّراً بمدام إليكس غريس التي كانت سبّاقة إلى استحضار الفستان الإغريقي في منتصف الثلاثينيات كردّ فعل على الركود الاقتصادي، وعلى حالات الترف والإسراف التي سبقت الركود.
طغى الطابع الإغريقي على تصاميم مراد. برز القفطان والـ Tunic سترة قصيرة فضفاضة، والـ peplos ثوب فضفاض على شكل ملحفة. تميّزت التصاميم بالخصر العالي المحدّد بأحزمة مطرّزة على شكل ورود أو على شكل شراشيب. وضمّت المجموعة سراويل ضيّقة مع سترات من الدانتيل المزخرف، وفساتين محدّدة الخصر والأرداف. زيّن مراد بعض التصاميم بنقوش مطرّزة ناتئة على شكل ورود أو نخيل. كما استعمل مروحة من الألوان طغى عليها الزهر، والأزرق، والأخضر والأبيض. تنوّعت الأقمشة بين التول، والدانتيل، والشيفون، والتول المزيّن بالباييت.
طالما استوحى مراد تصاميمه من حقبات تاريخية مختلفة. هذا الموسم، لجأ إلى الصفاء الهلليني، معاكساً توجّه معظم المصمّمين بالعودة إلى السبعينيات والديسكو.
حنان...