ريتشارد غير وجولييت بينوش لكن من غير مايكل جاكسونالقاهرة ـــ محمد خير
المسابقة الأكثر صعوبة في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» هي مسابقة العثور على فيلم مصري لم يعرض في مهرجان آخر، كي يُسمح له بالتنافس في المسابقة الرسمية. هذه المرة، اختار المهرجان في دورته الـ 34 التي تنطلق غداً وتستمرّ حتى 9 كانون الأول (ديسمبر)، فيلماً لخالد الحجر. وهذا المخرج كان قد مثّل بلاده في مهرجانها الدولي قبل عامين بفيلمه «مفيش غير كده» الذي خرج بلا جوائز. أما في الدورة الحالية التي تتخذ من وجه نفرتيتي شعاراً لها، فيشارك الحجر بجديده «الشوق». وقد وعد الحجر الجمهور بأنه «سيتلقى صدمة». وما دامت الصدمة التي تنتظرنا لا علاقة لها بالمستوى الفني للفيلم، فإن مشاركة شريط مصري في المهرجان المصري ضرورية، حتى لو كان الفيلم المصطفى من بطولة روبي وشقيقتها كوكي. الشريط يسرد قصة شقيقتين في أسرة إسكندرانية بسيطة ترعاها الأم (سوسن بدر). ويعالج السيناريو الذي كتبه سيد رجب قضية الكبت الجنسي في مناخ الفقر.
وبعد حيرة تتكرر سنوياً، أعلنت إدارة المهرجان، الذي يترأسه عزت أبو عوف، اختيار «عام آخر» للإنكليزي مايك لي ليكون فيلم الافتتاح. ينسج الشريط عناصر الدراما من يوميات عائلة ناجحة، تجابه آلام الحياة بتجارب الآخرين. ووقع الخيار على هذا الفيلم، بعد منافسة مع «حاوي» لإبراهيم البطوط الحائز الجائزة الأولى في مسابقة الفيلم العربي في «مهرجان الدوحة ترايبيكا»، وفيلم «الأب والغريب» للإيطالي ريكي تونياتزي الذي يشارك في بطولته المصري عمرو واكد واللبنانية نادين لبكي. لكن الفيلم الإيطالي ذاته يتنافس ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة مع «شوق» خالد الحجر، و14 فيلماً آخر، منها «اسأل قلبك» للتركي يوسف كورسينلي، و«الكثير من أجل العدالة» للمجري ميكلوس يانكشو، و«غبار الذهب» لليونانية مارغاريتا ماندا، وغيرها من الأعمال... وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 11 عضواً، بينهم المخرج المصري علي بدرخان، والممثل المغربي محمد مفتاح. وفي سبيل ضرب عصفورين بحجر، اختار المهرجان لرئاسة اللجنة ذاتها المكسيكي أرتورو ريبشتاين، فهو ذاته الذي يشارك بفيلمه «بداية ونهاية» الذي صوره عام 1993 عن رواية نجيب محفوظ التي تحمل العنوان ذاته. وتشارك النسخة المكسيكية من رواية «عميد الرواية العربية» ضمن برنامج «مصر في سينما العالم» الذي يشارك فيه شريط مكسيكي «محفوظي» آخر هو «زقاق المدق» للمخرج جورج فونس من بطولة سلمى حايك.
ويترأس الكاميروني باسيك باكور لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الديجيتال. وتشهد الدورة الحالية مفاجأة هي مشاركة الفيلم المصري «الباب» الذي كتبه وأخرجه طبيب مصري شاب هو محمد عبد

يشارك لبنان بفيلمين هما «شتي يا دنيي» لبهيج حجيج، و«رصاصة طائشة» لجورج هاشم
الحافظ. وقد أجرى بنفسه عمليات المونتاج والمؤثرات البصرية، بعدما صوّر الفيلم بكاميرا ديجيتال، واستعان بأصدقائه وعائلته للتمثيل، فأنجز فيلمه بكلفة لا تتجاوز مئة دولار أميركي! لم يدرس عبد الحافظ السينما سوى عبر الإنترنت، وانتهى من فيلمه كاملاً في عام من دون أي مساعدة إنتاجيّة. وعندما تقدم بفيلمه لمهرجان القاهرة، فوجئ باختياره ممثلاً وحيداً لمصر في مسابقة أفلام الديجيتال الطويلة، ليتنافس مع 15 فيلماً أجنبياً، باستثناء مشاركة عربية خجولة مع «متشابك للون الأزرق» للعراقي حيدر رشيد.
11 شريطاً فقط، يشارك في مسابقة الأفلام العربية التي تمنح جائزتين لأفضل فيلم وأفضل سيناريو (كل منهما بقيمة 17 ألف دولار). المسابقة التي يرأس لجنة تحكيمها المنتج المصري محمد العدل، تتنافس فيها ثلاثة أفلام مصرية، هي «الطريق الدائري» للتسجيلي تامر عزت في تجربته الروائية الطويلة الأولى، و«ميكروفون» لأحمد عبد الله الحائز جائزة «التانيت الذهبي» في قرطاج، و«الشوق» لخالد الحجر. ويشارك لبنان بفيلمين هما «شتي يا دنيي» لبهيج حجيج، و«رصاصة طائشة» لجورج هاشم. كذلك يشارك العراق بـ«ابن بابل» لمحمد الدراجي و«حي خيالات المآتة» لحسن علي، وتونس بـ«آخر ديسمبر» لمحمد كمون، والمغرب بـ«الجامع» لداوود أولاد السيد، والبحرين بـ«حنين» لحسين الحليبي، وسوريا بـ«مرة أخرى» لجود سعيد. كما يخصص المهرجان قسماً للأفلام العربية الجديدة، فيعرض أعمالاً من المغرب والإمارات والعراق، وقسماً للسينما التركية الجديدة، وآخر للسينما الأفريقية، وقسماً لأفلام فازت بجوائز مهرجانات مختلفة، ليصل الرقم إلى 70 دولة في هذه الدورة التي تكرّم مدير التصوير سمير مرزوق، والنجمتين ليلى علوي وصفية العمري. هذا فضلاً عن تكريم الراحلين أمينة رزق ومحمود المليجي اللذين يصادف المهرجان مع الذكرى المئة لمولد كلّ منهما... ولإضفاء صفة عالمية على الحدث، يحلّ ريتشارد غير وجولييت بينوش ضيفين على المهرجان.


منين أجيب نجوم؟

في الوقت الذي انتقد فيه مراقبون غياب السينما الأميركية عن المسابقة الرسمية لـ«مهرجان القاهرة السينمائي»، يحل نجم هوليوود ريتشارد غير ضيفاً على الدورة الحالية.
وكان رئيس المهرجان عزت أبو عوف قد أعلن عجزه عن استضافة «النجوم الكبار في هوليوود»، بسبب «ضعف الإمكانات المادية مقارنة بالمهرجانات العربية الأخرى»، في إشارة إلى مهرجانات الخليج السينمائية.
وأضاف: «لو معايا 4 ملايين دولار ها طلع مايكل جاكسون من تربته!».
هكذا تم التراجع عن استضافة كيت وينسلت واستبدلت بها النجمة الفرنسية جولييت بينوش. وقد اعترف أبو عوف في مؤتمر صحافي بأنّها «غير معروفة في مصر»، لكنها تبقى «معروفة» قياساً إلى ثالث المكرمين الأجانب، ألا وهي الكورية بون جنجهي.