محمد شعيرمفاجآت وزير الثقافة المصري فاروق حسني لا تنتهي. آخر تصريحاته ما جاء في حوار أجرته معه جريدة «الشروق» المصرية عن صدور قرار باعتقال صنع الله إبراهيم بعد رفضه «جائزة القاهرة للإبداع الروائي» (2003). قال: «لم يحدث أن قال لي سيادة الرئيس فلان يكتب أو لأ. حتى في قضية صنع الله إبراهيم، تحدثت مع الرئيس وقلت له هناك كلام عن اعتقاله، وهايعملوا كذا. قال: سيبك منهم ما تسمعش كلام حد. هو حر يقول اللي يقوله». تصريحات الوزير تلقاها صنع الله بسخرية قائلاً: «لو جرى اعتقالي، لكانت فضيحة دولية». صاحب «تلك الرائحة» لا يعتقد أنّ قراراً صدر باعتقاله وأن الوزير تدخّل لإنقاذه.
لكن يبدو أنّ «صفعة» صنع الله لم تندمل بعد عند الوزير. هكذا يعود إليها دوماً. وقد طوّر هجومه بذكاء حين رأى أنّ رفض صنع الله الجائزة وبيانه الذي هاجم فيه النظام، دليل على «ديموقراطية النظام». وهذه المرة كشف عن منغّصات من وزراء زملاء له، وأن «حكمته» و«حكمة» الرئيس توقفان هؤلاء عن الإساءة إلى الثقافة. يكشف الوزير في حوار «الشروق» أنّه رفض حين طلب منه وزيرٌ للداخلية وقف مسرحية «دستور يا سيادنا». ويضيف: «اشتكاني لرئيس الحكومة، فاتصلت بالرئيس. قال لي: اتصرف كما يقول القانون».
إذاً، الوزير «الحريص» على الثقافة يواجه صعوبات مع «عقول جامدة» داخل النظام. لكن اعتقال صنع الله يحتاج إلى إجابة من وزير الداخلية: هل أصدر فعلاً قراراً باعتقاله وألغاه الرئيس؟ أم أن الأمر مجرد تصريح لزميله وزير الثقافة!