موقع التواصل الشهير وصل إلى الشاشة الفضية. ها هو دايفد فينشر يعرض سيرة مؤسس «فايسبوك»، فيما يرصد هنري جوست وأرييل شولمان قصة حب افتراضية تنتهي بـ... صدمة الواقع!
صباح أيوب
بعد الشاشة الإلكترونية، ها هو موقع «فايسبوك» إلى الشاشة الفضية! نجح موقع التواصل الاجتماعي الأول في العالم في استدراج السينمائيين وجذبهم إلى عالمه. وها هو يغدو بطلاً لفيلمين تضجّ بهما وسائل الإعلام الغربية. الشريط الأوّل هو The Social Network أو «الشبكة الاجتماعية» (تنطلق عروضه اللبنانية في صالات «أمبير» في 28 الجاري) للمخرج الأميركي الشهير دايفد فينشر. أما الثاني فهو شريط وثائقي بعنوان Catfish يحمل توقيع المخرجين هنري جوست وأرييل شولمان.
«الشبكة الاجتماعية» الذي بدأ عرضه في الولايات المتحدة مطلع الشهر الجاري، يعتمد على سيناريو سينمائي درامي متكامل مقتبس عن رواية بِن ميزريش The Accidental Billionaires (2009). موقع التواصل الأول في العالم دفع صاحب Seven (1995) و Fight Club (1999) إلى تنفيذ عمل يروي قصة ولادة إحدى أكثر الظواهر إثارة للجدل في عصرنا الحديث. فينشر اختار أن يصوّر على طريقته ظروف نشأة «فايسبوك». هكذا، ركّز على حياة مبتكر الموقع مارك زوكربرغ في فيلم يمتدّ ساعتين. الشريط يبدأ بعرض للّحظة التي خطرت له فيها فكرة اختراع موقع ينشر صور جميع طالبات جامعة «هارفرد» وتعميمها على الطلاب بغية انتقاء الفتاة الأكثر إثارة. تلك الفكرة استوحاها زوكربرغ في لحظة إحباط بعدما تخلّت عنه صديقته الحميمة. يواكب المخرج مراحل تطور الفكرة وتبلورها لدى زوكربرغ والفريق المساعد له من أصدقائه في الجامعة حتى التوصل الى إطلاق الموقع الإلكتروني الذي يضمّ اليوم أكثر من 500 مليون شخص حول العالم.
مجموعة من الممثلين الشباب والمغمورين إضافة الى المغني جاستن تيمبرلايك يؤدون أدوار زوكربرغ وأصدقائه في الجامعة ومساعديه ومن تحوّلوا إلى أعداء له عندما بات المشروع عالمياً. زوكربرغ (يؤدي دوره الشاب جيسي إيزنبرغ)، كما تقول الرواية، لم يكن ملاكاً في حياته المهنية، وصعوده سلّم المجد جاء على حساب بعض الصداقات والعلاقات الشخصية. تخلّى الطالب الشاب عن بعض من ساعده وعن عدد كبير من أصدقائه بعدما بات مشهوراً وثرياً. حتى أن الفيلم يركز على عملية خيانة تحصل خلال مراحل العمل في إشارة الى سرقة زوكربرغ فكرة «فايسبوك» من أحد أصدقائه في الجامعة.
معظم النقّاد السينمائيين في الصحافة الأميركية كان رأيهم إيجابياً في الفيلم من وجهة النظر الفنية. حتى أن بعضهم رآه «انتصاراً» وبعضهم الآخر وصفه بـ«التاريخي» أو «المنقذ لسمعة هوليوود في الحياة الثقافية». لكن بعض الأصوات المنتقدة علت لتسأل: هل يستحقّ «فايسبوك» أن يصوّر بوصفه حالة ثقافية واجتماعية عامة دامغة لعصرنا؟ فيما انتقد البعض الآخر تصوير زوكربرغ على أنه عالم جدّي فقط لا أحاسيس له ولا مشاعر. ولعلّ شعار فيلم «الشبكة الاجتماعية» يختصر ما أراد المخرج التعبير عنه إذ يقول: «لا يمكن أن تحصل على 500 مليون صديق من دون أن تصنع بعض الأعداء»!
الفيلم الثاني بعنوان Catfish هو وثائقي يعرض منذ الشهر الماضي في الصالات الأميركية. Catfish يعيش حالة «فايسبوك» والـ «فايسبوكيين». إذ يصوّر عن قرب علاقة الأعضاء بهذا الموقع، وكيفية تأثير التواصل الاجتماعي الإلكتروني في الحياة الشخصية الطبيعية للأفراد.

هل سرق زوكربرغ فكرة «فايسبوك» من أحد أصدقائه؟
تبدأ الأحداث عندما يقرر أرييل شولمان تصوير تفاصيل حياة أخيه يانيف أو «نيف» بعدما تعرّف هذا الأخير إلى فتاة تدعى ميغان على «فايسبوك»، وتنشأ بينهما علاقة عاطفية. شولمان وصديقه هنري جوست تركا كاميرتهما مفتوحة تراقب محادثات نيف مع ميغان ومراحل تطوّر علاقتهما العاطفية، وصولاً إلى اليوم الذي يتوجّه فيه نيف للتعرّف شخصياً إلى الفتاة وعائلتها... وهناك تحصل المفاجآت. خلال ساعة ونصف، يحاول الوثائقي أن يصوّر لنا واقعاً يعيشه معظم أعضاء المواقع الاجتماعية وأغلب «الفايسبوكيين» الذين يبنون عالماً خيالياً في إطار إلكتروني وأغلبهم يتلقون صدمة بعد مواجهة الواقع.
النقّاد الأميركون أحبّوا الفيلم أيضاً ووصفوه بـ«المبدع»، والـ«مليء بالمفاجآت»، والـ«مختلف عن كل الأفلام الوثائقية التي شاهدتموها». حتى أن الموقع الإلكتروني الخاص بالفيلم مبتكر، يأخذك إلى عالم نيف الإلكتروني فتدخل الى صفحة الكومبيوتر الخاصة به وتقرأ محادثاته المباشرة مع صديقته ميغان.
بينما يرى بعضهم في فيلم فينشر «الشبكة الاجتماعية» درساً في «البزنس» لرجال أعمال المستقبل، يرى آخرون أنّ فيلم «فايسبوك» لهذا الموسم هو Catfish من حيث ملامسته للواقع كما هو من دون سيناريو ولا إخراج. لكن الكل ينصح بمشاهدة الفيلمين. «فايسبوك» وصل الى السينما... فماذا بعد؟