خمسون عاماً مرّت على رحيل فيلسوف العبث، في حادث سير مأساوي. ذكرى جعلت من سنة 2010 سنة ألبير كامو (1913 ـــــ 1960) بامتياز. «معرض الكتاب الفرنكوفوني» اختار الاحتفاء به في معرض بعنوان «في خطى ألبير كامو». هكذا، حجزت «البعثة الثقافية الفرنسيّة» جناحها في «بيال» لسلسة صور فوتوغرافية تعرض للجمهور للمرة الأولى. بالتعاون مع «صندوق ألبير كامو» وابنته كاترين، يستعيد المعرض مجموعة ضخمة من الصور والوثائق والرسائل، هي خلاصة للمحطات المفصلية في حياة كامو. سنجد أنفسنا في رحلة بين الجزائر وفرنسا، بين طفولة صاحب «الغريب» وسنوات التكريس. يرتكز المعرض على كتاب أعدّته كاترين كامو العام الماضي، وحمل عنوان «ألبير كامو: وحيد ومتضامن» Albert Camus: Solitaire et Solidaire، وصدر عن دار «ميشال لافون». في الألبوم الأنيق، كسرت الابنة الحواجز بين صورة الشخصية العامّة، والتفاصيل الحميمة لكامو الإنسان، والعاشق، والأب، والمثقف الملتزم. فتحت أرشيف العائلة، وأخرجت منه صوراً لم تنشر بعد لـ«صاحب نوبل». حين صدر الكتاب، جاء في خضمّ الجدل الذي أثاره طرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إمكان نقل رفاة كامو إلى «بانتيون» (مقبرة العظماء). كأنّ الألبوم جاء حينها ليصوّب النقاش، ويبعد كامو عن التهريج السياسي، ويعطيه حقّه كرجل من الهامش، صار أحد أكثر المفكرين تأثيراً في القرن العشرين. معرض «في خطى ألبير كامو» يعدنا بالكثير، بعد مفاوضات وعرة خاضها المنظمون لإقناع أصحاب الملكية الفكرية بجلب الصور الأصلية إلى بيروت. لكنّ الطابع الرصين للمعرض لم يمنع المنظّمين من ابتكار بدعة ترافقه، وهي لعبة من عشرة أسئلة، ستؤدي في ختام المعرض إلى اختيار فائزين برحلة «استكشافية» إلى فرنسا خلال صيف 2011.