رنا حايكأدت فرج الله دور المذيعة المستفزة والحيوية كضابط لإيقاع الحلقة، بمهارة عالية تُحسب لها، لولا تسبّبها بمشكلة أساسية أصابتها في الصميم: بدت محاولاتها في استفزاز ضيوفها بمثابة زجّ لهما في خانة اليك، بينما اتخذت الحلقة طابع الكلام المكرّر على حقوق المرأة، ما أفقدها دسامتها. مثلاً، كيف يمكن روحانا ألا تشعر بالإحباط إزاء تعليق مثل: «أنتم تقومون بحملات توعية، لكنكم لا تملكون سلطة على الأرض» أو «هل حقاً تأملين خيراً خلال استعمال التوعية كوسيلة ضغط؟». ورغم أنّ تعليقات فرج الله قد تبدو صحيحة وواقعية، إلا أنّها لم توجّه إلى الأشخاص المناسبين. إذ إن الذهنية الذكورية التي تحدثت عنها مراراً، بوصفها لبّ المشكلة، موجودة فعلاً وتمثّل آفة مستفحلة، ولكن يُسأل عنها صانعوها، لا مكافحوها.
ربما كان من الأفضل، عند اختيار الضيفين المذكورين، تغيير موضوع الحلقة أو تحديده تحديداً أكثر دقة: في النهاية، هل المطلوب مناقشة القانون ومدى فعاليته لو طُبّق؟ أم محاكمة الذهنية الذكورية برمتها في ساعة على الهواء من خلال النقاش مع ضيفين يسعيان إلى تحجيمها؟ لعلّه كان من الأجدى تناول القضية بطريقة أكثر علمية كمناقشة بعض بنود القانون، أو حتى أكثر عملانية كشرح الخطوات العملية، المتاح للمرأة المعنّفة اللجوء إليها لطلب الحماية. في هذا الصدد، لم تتم دعوة روحانا لإعطاء رقم هاتف مخصص لذلك، إلا بعدما سأل عنه علناً شخصان في مداخلتين مسجلتين، فبادرت السيدة إلى تلاوته على الهواء بعدما استأذنت المذيعة.
نجحت الحلقة في إتمام الجانب التوعوي على الأقل، لأنها أفردت ساعة للحديث عن آفة اجتماعية مأسوية، لكنها أضاعت البوصلة. لم تقدّم إضافة ملموسة سوى المزيد من جلد الذات، وللأمانة وعدٌ من النائب بإقرار القانون خلال الدورة الحالية للمجلس النيابي.


«نبض» مع ماتيلدا فرج الله: كل خميس 21:00 على «أخبار المستقبل»