محمد محسنهكذا، سيطّلع الجمهور العربي من خلال القناة، على نموذج جديد من السينما، يختلف في تفاصيل الشكل والمضمون عمّا اعتاده في الفترة الأخيرة، وخصوصاً بعد موجة المسلسلات التركية التي اجتاحت الفضائيات العربية. قد يرى البعض أنّ هذا «الغزو الثقافي الإيراني» ما هو إلا ردّ على سيطرة الدراما التركية على برمجة القنوات العربية. لكن مديرة مكتب المحطة في بيروت كاتيون الحسيني تقول لـ«الأخبار» إن «الحضور الإيراني عبر المسلسلات والأفلام المدبلجة، سبق الموجة التركية، وبالتالي لا يأتي إنشاء القناة في سياق تنافسي».
لكن مجموعة من علامات الاستفهام تبرز عند الحديث عن هذه القناة: هل ستراعي المحطة خصوصية الشارع العربي واختلافه عن المجتمع الإيراني؟ هل ستعتمد «آي فيلم» فلترة معيّنة للأعمال الفنية التي تعرضها على الجمهور؟ تشدد الحسيني على تنوع المواد الدرامية، لكن ضمن رؤية إخراجية «تراعي ضوابط القيم العربية... وهذا لن يحول دون عرض المشكلات الاجتماعية بطريقة واضحة للمشاهد» كما تقول. أمّا تقنياً، فتشير إلى أن جزءاً كبيراً من المسلسلات والأفلام عالي الجودة لجهة التصوير والإخراج.
تنتج إيران سنوياً 136 فيلماً سينمائياً، كما تعلن حسيني التي تشدد على هدف تراه مهماً بالنسبة إلى المحطة الجديدة «الأفلام والمسلسلات التي ستعرض، لم تبثّ سابقاً على الفضائيات، بل عرضت فقط داخل إيران». أما الهدف فهو خلق «فرصة للإطلالة على المجتمع الإيراني بمختلف أطيافه». لكن رغم تشديدها على مسألة «الضوابط العربية»، تشير الحسيني إلى أمر هام «وظيفتنا ليست إلقاء المحاضرات والمواعظ على الجمهور. هناك رؤية إخراجية وأفكار إنسانية تلامس هموم الناس سنعرضها بطريقة جديدة وواقعية».
وعكس كل الأفكار المسبقة، ستحضر المرأة بقوة في الأعمال المعروضة على الشاشة، وفي بعض الأعمال سنشاهد ممثلات لا يرتدين الحجاب «ستمر هذه الأدوار طبيعياً خلال مسلسلات من إنتاج مشترك لبناني ـــــ سوري».
أخيراً، بدأت القناة بحملة إعلانية ضخمة في أكثر من دولة عربية، رافعةً شعار «على هواك» وستبث على أقمار صناعية عربية («عرب سات» و«نايل سات»). حتى الساعة، لا تبدو مهمة القناة سهلة، وخصوصاً في ظل المشاكل السياسية العربية ـــــ الإيرانية، وتخوّف الكثير من العرب من دخول الفن الإيراني إلى البيوت العربية. ولا يمكن أن ننسى ردود الفعل التي أثارتها بعض المسلسلات الإيرانية في الشارع العربي، وآخرها مسلسل «السيد المسيح» الذي توقّف عرضه في لبنان خلال شهر رمضان. لكن يبقى علينا انتظار بدء المحطة بثها الرسمي لمعرفة نوعية الأعمال الفنية التي ستقدّمها، وإن كانت ستتفادى الدخول في متاهات دينية وسياسية قد تجعل علاقتها بالجمهور العربي متوترة منذ الأسابيع الأولى.