رام الله ــ يوسف الشايبيجوب «أفاتار» بزرقته الشهيرة شمالاً وجنوباً في «مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين»، قرب بيت لحم، وبالتحديد على جدار الفصل العنصري الذي تحوّل إلى شاشة عرض كبيرة. عرض فيلم جايمس كاميرون الشهير جاء ضمن مهرجان السينما الخارجية «أفلام ع الجدار» في موسمه الخامس. الحضور الفلسطيني اقتصر على أعمال أنتجت في السنوات الماضية، فيما طغت على البرنامج أفلام عربية وأجنبية ذات مضامين سياسية تتقاطع مع المأساة الفلسطينية، وسياسات الاحتلال العنصري وجرائمه. إضافةً إلى «عمر المختار» للراحل مصطفى العقاد (1981)، و«مملكة السماء» لريدلي سكوت (٢٠٠٥)، تخلّل المهرجان عرض لأعمال فلسطينية قديمة منها ما يعود إلى ثمانينيات القرن وتسعينياته. ومن بين الأفلام الفلسطينية، عُرض «من يوم ما رحت» لمحمد بكري (2006) الذي يصفه بكري بأنّه «يحكي عن كل الذي عانيته أنا منذ انطلاق الانتفاضة الثانية حتى يومنا هذا».
مهرجان غير نخبوي يضع الثقافة في مواجهة الاحتلال
عن تظاهرة «أفلام ع الجدار»، قال بكري: «المقاومة الحقيقية هي التي تعكس إنسانيتنا، وترفض الاختباء خلف عباءة الضعف. من الصعب الخروج في فلسطين بسينما تبتعد عن رود الفعل، وخصوصاً أنّ كل حياتنا باتت «رد فعل»، وهذا ما تعبر عنه هذه التظاهرة». ومن بين الأفلام الفلسطينية عُرض «حيفا» لرشيد مشهراوي، و«القدس في يوم آخر» و«الجنة الآن» لهاني أبو أسعد، و«يد إلهية» لإيليا سليمان، و«ملح هذا البحر» لآن ماري جاسر.
عبد الفتاح أبو سرور، المدير العام لـ«مركز الرواد الثقافي» الجهة المنظمة للتظاهرة، قال: «المهرجان بدأ في عام 2005، أي منذ بداية إنشاء الجدار في محيط مخيّم عايدة قرب بيت لحم. وكانت الفكرة أنّ هذا الجدار القبيح غير قانوني، وسيبقى قبيحاً وغير قانوني. ولإبراز قبحه، كان لا بد من جمالية ما وجدناها في السينما. نحن نرى أن الصورة السينمائية فعل موقت، ونأمل أن يكون الجدار بشاعة موقتة. نحن نقاوم الجدار البشع بجماليات سينمائية».
وأضاف أنّ المهرجان بدأ في عام 2005 بتقديم أفلام صامتة، ثم اعتمد في كل عام على ثيمة معينة. «في 2008، ركزنا على السينما الفلسطينية، كأفلام آن ماري جاسر، ومحمد بكري، وأحمد حبش... وعام 2009 الذي شهد احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، تمحورت الأفلام حول القدس وقضيتها، فيما ركزنا هذا العام على السينما العالمية عبر أفلام تتحدث عن المقاومة والتحرر».
من ميزات المهرجان أنّه ليس نخبوياً. جمهور العروض تنوّع بين أطفال وشباب وكبار، فلسطينيين وأجانب. بل إن بعض الأسر داخل المخيم كانت تتابع العروض من شرفات منازلها، وخصوصاً أنّ لا دار سينما في بيت لحم.... فإذا بالجدار الإسمنتي البشع يتحوّل إلى شاشة عرض عملاقة تفضح جرائم الاحتلال وعنصريته.