قبل الشروع في تصوير شريط «كارلوس: ثمن ابن آوى»، تمكن كارلوس في زنزانته الانفرادية في سجن «بواسي» الفرنسي من الحصول على نسخة من السيناريو. بعد الاطلاع عليها، صاغ مرافعة طويلة، تقدّم بناءً عليها بدعوى قضائية للمطالبة بحذف المغالطات الكثيرة التي عدّها تشويهاً متعمّداً لسيرته وسمعته. لكنّ المحكمة الفرنسيّة ردّت طلبه مرّتين باسم حريّة التعبير. فهل غيّر الثوري الفنزويلي العجوز رأيه بعدما شاهد الفيلم؟ علماً بأنّ تعديلات كثيرة أُدخلت على السيناريو الأصلي؟ «الأخبار» طرحت السؤال على كارلوس، فجاءنا منه الخطاب الآتي: «إن فيلم دانيال لوكونت ودان فرانك وأوليفييه أساياس «ثمن ابن آوى» يتعمّد الأكاذيب والإساءة تجاهي وتجاه رفاقي. إنها ألعوبة حُبكت بأيدي الأجهزة الصهيونية والأطلسية. وسأكتفي للبرهنة على ذلك بذكر بعض الوقائع المؤكدة والمعروفة للجمهور العريض. فبخلاف ما ورد في الفيلم:ـــــ المحامية نيديا توبون، شهدت أمام محكمة الجنايات في باريس، أواخر كانون الأول (ديسمبر) 1997، بأنّنا (أنا وهي) لم نكن يوماً عشيقين. وأنا أؤكد أقوالها. كذلك فإنّ ماريا تيريزا لارا هي بمثابة أخت لي (كان والداي ووالداها مقرّبين جداً منذ الثلاثينيات)، وليس صحيحاً على الإطلاق أنها كانت عشيقتي.
ـــــ في شعبة العمليات الخارجية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لم تكن العمليات تحصل تنفيذاً لأوامر، بل بعد التشاور ومناقشة الخطط والانعكاسات السياسية. وكانت العمليات تُسند دوماً إلى عناصر متطوّعة. أما الانضباط العسكري، فلم يكن معمولاً به سوى أثناء التنفيذ في ساحة العمليات.
ـــــ التنظيمات الأجنبية المتحالفة مع الجبهة الشعبية هي الأخرى كانت تعمل بالمنطق ذاته. بل كانت أكثر ديموقراطية، إذ لم يكن هناك من يسدي الأوامر، بل عُمل دوماً وفق مبدأ الإجماع.
ـــ علي العيساوي لم يكن يشرب الكحول أو يدخن. لقد كان معاوناً شخصياً للدكتور جورج حبش، ولم ينتم يوماً إلى شعبة العمليات الخارجية. بل إن شقيقه سليم كامل العيساوي كان المنتمي إلى تلك الشعبة.
ـــــ لقد تبنّى أنيس النقاش (خالد) علناً مشاركته في عملية «أوبك» في فيينا. وهو لبناني، وليس فلسطينياً.
ـــــ الحكومة الوحيدة المشاركة في عملية «أوبك» هي الحكومة الليبية، إذ إنّ فكرة العملية كانت اقتراحاً من العقيد القذافي شخصياً.
ـــــ لم يحدث أبداً أن سجّلتُ حواراً صحافياً مع عاصم الجندي. وهذا ما أكّده هذا الأخير قبل وفاته، في شريط وثائقي أخرجته إحدى بناته (ديما)، وبثّه التلفزيون البلجيكي.
هذا غيض من فيض، يبيّن أن الفيلم ليس سوى بروباغندا سياسيّة ضدّي.
التوقيع: كارلوس