يعود الفنان السوري سبهان آدم (1972) ليطلّ على عمّان للمرة الثالثة. هذه المرّة، تعرض «غاليري زارة» مجموعتها الخاصة من لوحات آدم التي تضمّ 35 لوحة أنجزت في السنوات العشر الأخيرة، في استعادة للمعرض التشكيلي السوري الذي أقيم في عام 2003 للمرة الأولى في العاصمة الأردنية.هل يمكن الآن إضافة ما يستحقّ على مسيرة تجاوزت العشرين عاماً؟ بعدما أصبح آدم علامة تجاريّة يحتفي بها الجميع، ويناكفها الجميع في الوقت عينه، يتبادر إلى الذهن تساؤل عما إذا كانت التجربة حظيت بنقدٍ عادل.
إذ يبدو أن كثيرين تورّطوا في وصف شخصيات آدم بوحشيّة لا تقل عن الوحشيّة التي تظهر هي نفسها عليها: مسوخ، وكائنات مشوّهة وممسوخة، ووحشية، وأشباه دراكولا، ومخلوقات أتَتْ من عالم قلاع رطبة في القرون الوسطى. لم يبدُ آدم مسروراً بهذا التوصيف، ففي حديث إلى «الأخبار» في عمّان، تساءل عن «محبّته» التي لا يراها هؤلاء.
يصرّ على أن لوحته تجمع بين أدونيس وأمين معلوف... وفهد بلان
يمكن القول إنّ لوحات آدم تعكس في معظمها أثراً نفسياً على مستويين: الأول شغل طويل ودقيق يمكن من خلاله اختراع العزلة التي يقضيها في مسقط رأسه في الحسكة. هنا يظهر خيار الاستغناء عن ثلث وأحياناً ثلثي اللوحة مقابل مساحة ضيقة، و«خالية من الأوكسجين» كما يقول. أكريليك، وكولاج أدوات مختلفة، وأحياناً حبر.
تنضج هذه المواد على مهل، تنمو معها اللحية أحياناً، تنبت للرأس عين ثالثة، وأنوف أخرى، وأيدٍ وأفواه. المستوى الثاني يظهر في نزق الفنان ـــــ سأمه ربّما ـــــ أو لحظة يتضخّم الـ«إيغو» لديه إلى درجة أن يرشق اللوحة شبه المكتملة بلون دخيل، أو يترك اللون يذبل ويسيل على طول اللوحة.
قيل عن آدم الكثير، شبّهه كثيرون بفرانسيس بيكون رائد مدرسة الجمال الوحشيّ.
لكنه التشكيلي الشاب الذي يحبّ أن يكون متفرّداً ومتمرداً في آن واحد على مرجعيات المحترف السوري، يصرّ دوماً على محليّته قبل كل شيء: «لوحتي ابنة فهد بلّان، والمقام العراقي، وأندريا بوتشيللي، وخوليو، وأمين معلوف، وأدونيس وكولين ويلسون
مجموعين».
ثم يعود دائماً إلى رغبة ذلك الصبيّ الذي باع دخاناً مهرّباً، بأن يصبح لصّاً نبيلاً: «عندما كنت صغيراً، كنت أهرّب التلفزيونات والدخّان، لكنني الآن أهرّب على مستوى عقلانيّ».
أحمد...

من 4 تشرين الأول (أكتوبر) حتى 29 تشرين الثاني (نوفمبر) ـــ «غاليري زارة»، عمان ـــ للاستعلام: 0096264651433
www.sabhanadam.com
www.zaragallery.org