حشومة السي محسن الشريف!


انتشر أخيراً شريط يظهر مغنياً تونسياً يهتف لرئيس الوزراء الإسرائيلي في حفلة خاصة، ما أثار موجة من الانتقادات وردود الفعل العنيفة

تونس ــ سفيان الشورابي
«يحيا بيبي (بنيامين) نتنياهو» كانت هذه العبارة كافية لمطالبة أكثر من عشرين ألف تونسي بسحب الجنسية عن الفنان محسن الشريف. في يوم واحد، أنشأ تونسيون أكثر من مجموعة على موقع «فايسبوك» احتجاجاً على هذه العبارة التي أطلقها الفنان التونسي في إحدى حفلاته الخاصة. وظهر شريف في شريط انتشر على الإنترنت، وهو يغنّي، ويهتف بحياة رئيس الوزراء الإسرائيلي، ورئيس الجمهورية التونسي زين العابدين بن علي، من دون أن يُحدَّد زمان الحفلة ومكانها. وإن كانت بعض التقارير الصحافية التي لم تتأكد قد قالت إنّ الحفلة أقيمت في مدينة إيلات الإسرائيلية.
وأبرز المجموعات التي هاجمت الشريف كانت «من أجل سحب الجنسية التونسية من الفنان محسن الشريف»، و«كارهو محسن الشريف»... وقد تجاوز عدد أعضاء المجموعات المحتجة عشرين ألف عضو. ووصف هؤلاء شريف بـ«الخائن والعميل». كما أكدوا أنّه «يخجل التونسيين وكل العرب»، فيما استاء البعض من زج المغني التونسي لاسم زين العابدين بن علي إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي. كذلك، طالب البعض بمقاطعة كل الفنانين الذين زاروا الأراضي المحتلة أو أقاموا حفلات فيها، ونذكر من هؤلاء قاسم كافي، وحياة جبنون، وكريمة بن عمارة... الذين مرّت حفلاتهم في إسرائيل على «خير» من دون أن ينتبه إليهم أحد، ومن دون أي استياء شعبي تونسي. وبالعودة إلى المغني محسن الشريف، فإن الأكيد أن هذه الحملة جذبت الأنظار نحوه، خصوصاً أنّه غير مشهور على الصعيدَين التونسي والعربي، بل يحيي حفلات خاصة خصوصاً في الأعراس، كما أنّه شارك في مهرجانات محلية محدودة. يذكر أنه ليس في رصيد هذا المغني الشعبي أي أغان خاصة مشهورة، بل يكتفي بأداء أغان تونسية تراثية وقديمة لعدد من الفنانين بينهم مثل الشيخ العفريت، وحبيبة مسيكة، وراوول جورنو... إلى جانب تأديته لبعض الأناشيد الدينية المعروفة.
ولعلّ المعلومة الوحيدة التي شهرت محسن الشريف هي أنّه سبق أن واجه اتهامات بممارسة العنف ضدّ أحد الأشخاص الذين كانوا يحضرون إحدى حفلاته الخاصة. وعلى رغم انتشار مجموعات «فايسبوك» المندّدة بما قام به، حاول الشريف تبرير فعلته على الموقع نفسه قائلاً إنّه «لا يعرف من يكون نتنياهو، وإن الحكاية لا تتعدّى إطارها الاحتفالي»! واللافت هو أن أكثر من طرف انتقد الشريف، خصوصاً أن الشعب التونسي لا يزال متعاطفاً إلى حدّ كبير مع القضية الفلسطينية، ويعتبر أن موضوع التطبيع خطّ احمر لا يمكن تجاوزه. لذلك، دعا كثيرون إلى مقاطعة الشريف وامتناع التلفزيون الرسمي والمهرجانات التونسية عن استقباله. وذهب بعضهم أبعد من ذلك مطالباً بقتله «ليدفع ثمن تعاطفه مع إسرائيل». وفي ظلّ كل هذه المعمعة، برزت نداءات عنصرية وطائفية خلطت بين اليهودي والصهاينة وهو ما يحصل في كلّ مرة يُتهم فيها أحد الفنانين العرب بالتطبيع. هكذا كال البعض الاتهامات العنيفة لأبناء الطائفة اليهودية خصوصاً هؤلاء الموجودين في تونس ويحملون جنسيتها.