تقود «مايا» سيارتها، لكنّ شاحنة كبيرة تلاحقها مطلقةً العنان لزمّورها. تحسب مايا أنّ الشاحنة ستصطدم بها، تخاف... ماذا لو كانت المكابح معطّلة؟ تنظر إلى الشرطي كي ينجدها، فتجده مبتسماً يحرّك يده يميناً وشمالاً... يبدو أنّ سائق الشاحنة والشرطي كانا يتبادلان التحية. هذه حادثة حقيقيّة، تنقلها مايا زنقول في شريط مصوّر على صفحات كتابها «أملغام 2». تطلق مصمّمة الغرافيك والمدوّنة اللبنانيّة كتابها الجديد في بيروت، عند السادسة والنصف مساء اليوم في «آرت لاونج» (الكرنتينا). في أربعين صفحة ملوّنة، تواصل زنقول نقدها للمجتمع اللبناني، من وضع المرأة والعاملة الأجنبية، وصولاً إلى الدعايات التي تسلّع جسد المرأة. ولا تنسى زحمة السير، والانقطاع المتواصل للكهرباء، وشبكة الإنترنت البطيئة. «أملغام 2 هو فشّة خلق»، تقول مايا. «لكنّني أحب لبنان أكثر عندما أختار أن أراه من زاوية المزح والضحك». يتميز أسلوب زنقول بالبساطة في الرسم والكتابة. أطول قصّة في «أملغام 2» تمتدّ على أربع صفحات. قد يشبّه بعضهم أسلوب مايا بمرجان ساترابي الرسامة الإيرانيّة صاحبة كتاب «برسيبوليس» الشهير. ليس فقط بسبب الأسلوب، بل لأنّ مايا ـــــ تماماً كساترابي ـــــ تجعل من نفسها الشخصية الرئيسية لشرائطها المصوّرة. تنشر زنقول «أملغام 2» على نفقتها الخاصّة، كما كان الأمر مع باكورتها «أملغام» عام 2009: «لم أعثر على دار نشر تتبنّاه. وعندما وصل إلى مرتبة أول خمسة كتب على قائمة مبيعات الـ «فيرجين»، عادت دور النشر الفنانة والمدوّنة كانت رائدة في ديموقراطية النشر
«أنا أدوّن على الشبكة العنكبوتيّة كلّ يوم، ولديّ صداقات كثيرة في العالم الافتراضي، لذا ضروري أن أروّج لكتابي هناك»، تشرح لنا. ما يميّز زنقول أنّها كانت أول من مارس «ديموقراطية النشر». فقد أنشأت مدونة ثمّ موقعاً لرسومها من دون وضع كلفة للنشر. كما أنّها تتواصل يومياً مع متابعيها، فتخبرهم بنشاطاتها وتطلب رأيهم في مشاريعها... عرضت أعمال الفنانة الشابة في «المركز الثقافي الفرنسي»، وحاضرت في «الجامعة الأميركية في بيروت»، وسلّطت شاشات عدّة الضوء على تلك التجربة. الليلة، زنقول «متحمّسة» لإطلاق كتابها الثاني: «لقد نضجت أكثر». سيتخلّل الإطلاق توزيع ملصقات، ومشروب، وبالطبع «دوناتس»... كالتي تأكلها مايا باستمرار في رسومها.
6:30 من مساء اليوم ـــــ «آرت لاونج» (الكرنتينا/ بيروت) ـــــ للاستعلام: 03/997676