زينب مرعيهل تتذكّر كيف فررت أثناء حرب تموز 2006 من الجنوب أو من الضاحية الجنوبيّة؟ ماذا كنت ترتدي؟ كيف تصرّفت؟ جمال كريّم يتذكّر... ويحاول أن يلتقط من لحظات الذعر والألم بعض الفكاهة. في «عرض تموز» على مسرح بيروت (عين المريسة)، سيقدم كريّم مساء اليوم عرضاً تفاعلياً، ارتجالياً بمعظمه، يقوم على مادة جمعها خلال جولاته قبل أربع سنوات على النازحين. كان يعمل حينها ضمن «فوج التدخّل الاجتماعي» مع فريق «صامدون». ساعد كريّم النازحين حينها على الكتابة والرسم لاجتياز الفترة الصعبة... والأهم أنّه ساعدهم على الضحك، من خلال شخصيّة المهرّج «جنكوز». خلال تلك الفترة، كان كريّم يستمع إلى أخبار الناس وقصصهم. اليوم في الذكرى الرابعة للحرب، أصبح بإمكاننا برأي كريّم «أن نضحك من بعض المواقف التي صادفتنا، ومما قد يفعله بنا الخوف». هكذا سيحوّل الممثل خشبة «مسرح بيروت» إلى ملجأ من دون أي تدخل سينوغرافي. لن يستعمل في عرضه سوى طاولة، وضعها أمامه لتساعده في إصدار الموسيقى عندما يغنّي أغانيه السبع التي ألّفها من وحي الحرب... إلى جانب «خوتة» وهي عنصر يستعمله ليحفّز الناس على الكلام. سيبدأ كريّم من هذا الملجأ إخبار قصة فراره الشخصية، خلال العدوان، مع عائلته من منطقة الغبيري. ثم سيخبر قصصاً عايشها في أماكن النزوح وسيحثّ الجمهور على المشاركة بقصصه ليكون العرض أشبه بعلاج جماعي.
لن يتوقّف العرض عند حرب تموز فقط، بل سيمرّ أيضاً على السابع من أيار، وعلى الأزمة الاقتصاديّة الخانقة، وعلى هاجس الحرب المقبلة... كلّها ستكون مواضيع للضحك في «عرض تموز»، لكنه ضحك محمّل بالكثير من المعاني. إذ إنّ كريّم الذي درس «العلاج الانشغالي» إلى جانب التمثيل يعتقد أنّ للمسرح قدرة كبيرة على شفائنا من الماضي ومن الهواجس المتراكمة. هذا ما قام به في تجربة سابقة أيضاً مع عرض «مهرّج» الراقص عام 2007.
يرتكز كريّم في جميع أعماله المسرحيّة على ما يعيشه الناس. إن كان من خلال عمل المهرّج «جنكوز» الذي يقدّم خلال شهر رمضان عروضاً للأطفال اليتامى والمشرّدين، أو من خلال عروضه المسرحيّة الأخرى. أعمال لا تخلو من الكوميديا السوداء، التي تنتقد الواقع اللبناني الاجتماعي، ويبدو فيها تأثره بشوشو واضحاً. هكذا نستمع في «عرض تموز» إلى أغنية «فدا إجر السيد حسن» ـــــ الجملة التي ردّدها كثيرون تحت قنابل العدوان الإسرائيلي التي طالت بيوتهم وممتلكاتهم وأعزاءهم. كانت هذه الجملة تعبّر عن تحوّل «السيد حسن» لدى الكثير من الناس من قائد سياسي إلى قضيّة... سنستمع أيضاً إلى أغنية ساخرة بعنوان La vie en bombe من أجواء 7 أيار/ مايو 2008.


7:30 مساء اليوم على «مسرح بيروت» (عين المريسة). للاستعلام: 01/363328