strong>محمد عبد الرحمنهل حصلت عشرات الأفلام الهوليوودية التي قدّمت «بطولات» الاستخبارات والجيش الأميركيَين على موافقة الجهات المعنية هناك؟ الجواب طبعاً لا. فهذه الأعمال أسهمت في صناعة صورة «الدولة التي لا تقهر». كما احتوت على خيال جامح، إذ بالغ صناعها في تصوير قدرات الأجهزة الأمنية الأميركية. كل ما سبق يحدث في أميركا فقط. أما في مصر فجاء الجدل حول مسلسل «عابد كرمان» ليؤكد أنّ صنّاع أعمال الجاسوسية المصرية لا يزال أمامهم الكثير للتمتّع بالحرية الحقيقية. وبكلمة حرية لا نقصد الجدل الإعلامي الذي يرافق هذه الأعمال وينقل اعتراضات الجهات الأمنية مضخّمةً. فهذه الاعتراضات لم تمنع فيلم «ولاد العم» ولا مسلسل «عابد كرمان» من العرض. على العكس، ترحّب الجهات الرقابية الأمنية غالباً بهذه المبادرات الفنية لإدراكها أهميتها في الحرب الإعلامية بين العرب والإسرائيليين. بعد سلسلة أفلام حرب أكتوبر التي غلب على معظمها الجانب العاطفي ومسلسلات الجاسوسية التي قُدِّمت في الثمانينيات مثل «دموع في عيون وقحة»، و«رأفت الهجان»، صمتت الآلة الإعلامية العربية عن تقديم المزيد كأنّها أدّت قسطها إلى الوطن.
وعندما يعود صنّاع السينما والمسلسلات في مصر إلى تقديم قصص غير مستوحاة من ملفات الاستخبارات العامة، تثور ضجة لا مبرِّر لها كأن كل أفلام الاستخبارات حول العالم مستوحاة من قصص واقعية! وهو أمر غير صحيح على الإطلاق، بل إن تلك التي تعتمد على حكايات حدثت بالفعل تُغيَّر تفاصيلها لحماية الأبطال الحقيقيين

أكد المنتج حسام شعبان أنّه سلّم 25 حلقة لـ«التلفزيون المصري» وقناة «الحياة»

وعدم الكشف عن أسرار هذه العملية أو تلك. مع ذلك، لا يمكن إنكار أنّ صناع هذه الأعمال يقعون في خطأ أساسي هو إطلاق التصوير من دون الحصول على الموافقات المطلوبة التي يُحصَل عليها بسهولة. إذ تكتفي الجهات الأمنية بالتأكّد من الصورة التي سيظهر عليها رجال الاستخبارات التي ستكون إيجابية طبعاً بما أنّ العمل يهدف إلى رفع الروح المعنوية.
أما الموضوع الثاني الذي يطالب به الأمنيون فهو أن تكون القصة غير حقيقية. وقد استجاب صناع مسلسل «عابد كرمان» لهذا الأمر طواعية لأن الرواية المأخوذ عنها العمل هي «كنت صديقاً لديان» التي لم يذكر كاتبها ماهر عبد الحميد إن كان قد استند في كتابتها إلى تفاصيل من رجال الاستخبارات. وبالتالي لم تصل الأزمة التي تداولتها بعض الصحف أخيراً إلى حد منع المسلسل من العرض. على العكس، أكد المنتج حسام شعبان لـ«الأخبار» أنّه سُلّمت 25 حلقة لـ«التلفزيون المصري»، وقناة «الحياة». وتُصوَّر حالياً المشاهد الباقية حتى الأسبوع الأول من رمضان. ويبقى الحكم للمشاهد الذي لن يهتم كثيراً بواقعية القصة بل بالطريقة التي قُدمت بها على الشاشة... وخصوصاً أنّ فريق العمل يخوض تحدياً صعباً، بما أنّ الأحداث تدور حول عابد الشاب الفلسطيني المقيم داخل الخط الأخضر الذي يوافق على العمل لمصلحة الاستخبارات المصرية بعد هزيمة 1967.

«القاهرة والناس»: أهلاً بالفضايح



حتى الآن، لم يكرّر أحد الخطوة الجريئة التي أقدم عليها رجل الإعلانات الأول في مصر طارق نور حين أطلق العام الماضي قناة تبثّ خلال رمضان فقط. هذا العام، ستعود القناة أيضاً لتفتح هواءها في شهر الصوم، مع مجموعة برامج ومسلسلات. ومن خلال برمجتها تظهر «القاهرة والناس» أنها متمسكة بثوابت محددة لما تريد أن تقدّمه للجمهور المدمن على الشاشة الصغيرة في رمضان.
مثلاً، لم تمنع الانتقادات الحادة التي وُجِّهت لبرنامج «لماذا» مع طوني خليفة العام الماضي، من تقديمه برنامجاً جديداً على «القاهرة والناس» هذا العام بعنوان «بلسان معارضيك» الذي سيصوّر في بيروت بدل القاهرة. ويتوقّع أن يعيد خليفة إنتاج الفضائح والأسرار الخاصة بالفنانين وإن اختلف القالب.
واللافت أنّ المحطة المصرية لم تهتم هذا العام ببث إعلانات ساخنة للبرنامج عكس ما حدث العام الماضي. إذ روّجت يومها لبرنامج «لماذا» من خلال مشاهد مثيرة للجدل من البرنامج، أبرزها عبارة لإيناس الدغيدي هاجمت فيها الحجاب.
من جهة ثانية، وبعدما اعتذرت وفاء الكيلاني عن عدم تقديم برنامج خاص على القناة، بدأت «القاهرة والناس» تبث إعلاناً تعِدُ فيه المشاهدين بأجرأ برنامج حواري. وهذا البرنامج ليس سوى... «بدون رقابة» الذي سبق عرضه على «المؤسسة اللبنانية للإرسال». وستبثّ المحطة الحلقات يومياً. لكن مضمون الحلقات سيكون قديماً بكل تأكيد لمن تابع ردود الفعل التي تلت كل حلقة في الصحف المهتمة باعترافات النجوم على بلاتوه «بدون رقابة».
أما البرنامج الثالث فلا يحتاج إلى التدقيق. عنوانه وحده كفيل بفضح محتواه وهو «مع نضال الأحمدية». ويظهر من البرومو أن الصحافية اللبنانية ستتكلم عن علاقاتها وحكاياتها وحروبها مع الفنانين. وإن كانت الأحمدية قد سرّبت خبر نجاحها في التسجيل مع فيروز، يبقى السؤال: هل ستكون «جارة القمر» الانفراد الوحيد للأحمدية؟ أم أن كل هذا الترويج هو مجرد فقاعات إعلانية وسيظهر لاحقاً أنها غير صحيحة؟
هكذا يظلّ رهان المحطة الوحيد هو فوازير ميريام فارس التي لو نجحت في مهمتها فسيُحسَب لطارق نور نجاحه في إعادة الفوازير إلى التلفزيون. أما في حال فشل المغنية اللبنانية وسقوطها في فخ المقارنة مع نيللي وشيريهان، فقد يستقبلها طوني خليفة في برنامجه الذي سيقدمه في رمضان 2011 أيضاً على «القاهرة والناس» ليتهمها بمحاولة تقليد نجمتَي الفوازير المصريتَين.
محمد...


«القاهرة» و... الدراما