محمد عبد الرحمنفيما يبدأ الجمهور المصري دخول أجواء المسلسلات الرمضانية اليوم بعد مشاهدة طوفان من التنويهات الإعلانية على الشاشات الحكومية والخاصة، شهدت الساعات الأخيرة قبل ظهور هلال شهر الصوم العديد من الأزمات والصدمات التي تعدّ الأولى من نوعها خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وهي السنوات التي شهدت صحوة التلفزيون المصري من جهة، وظهور فضائيات خاصة تتّسم بالقوة الشرائية، على رأسها شبكة تلفزيون «الحياة»، وقنوات «بانوراما دراما».
أبرز هذه الصدمات تأكّد غياب نور الشريف عن السباق الرمضاني، بعدما أعلن المنتج محمد فوزي أنّ مفاوضات البيع للتلفزيون المصري (ماسبيرو) لم تكتمل بسبب الخلاف على المقابل المادي. كأنّ لعنة «الدالي» أصابت نور الشريف، الذي رفض تقديم الجزء الثالث في رمضان الماضي، وقدّم مسلسلين بدلاً منه هما «الرحايا» و«متخافوش» قبل أن يسبّب «الدالي» غيابه هذا العام. وهو الغياب الذي يحمل الكثير من الأسرار. فهل حقاً امتنعت كل القنوات المصرية واللبنانية الخاصة عن شراء المسلسل؟ أم أنه كما يتردّد، لم يجرِ الانتهاء من تصوير المشاهد، فتمّ اللجوء إلى حيلة عدم الاتفاق على سعر مناسب لتبرير غياب المسلسل؟
غياب «فرح العمدة» و«أنا القدس»... وأغرب المواقف مع محمد فؤاد
الصدمة الثانية جاءت في خروج مسلسل «فرح العمدة» و«أنا القدس» من حسابات التلفزيون المصري، وكلاهما أيضاً من إنتاج محمد فوزي، الذي سيغيب تماماً عن الساحة هذا العام، رغم مكانته الكبيرة في مجال الإنتاج التلفزيوني. كذلك، تأكّد غياب يحيى الفخراني عن التلفزيون المصري لأول مرة منذ ثلاثة عقود، بعدما رفضت الشركة المنتجة لمسلسل «شيخ العرب همام» السعر الذي عرضه التلفزيون رغم ضغوط الفخراني، الذي أبدى حزنه لغيابه عن شاشة التلفزيون الرسمي. بالتالي، أصبح أمام جمهوره مشاهدته إمّا على قناة «الحياة» أو «أبو ظبي».
وحتى لحظة كتابة هذه السطور، ما زال موقف مسلسل «عابد كرمان» مجهولاً بعدما توقّف التلفزيون المصري منذ الاثنين عن بث التنويهات الخاصة بالمسلسل، رغم التوصل إلى حل وسط مع الجهات الأمنية، بحيث يُبثّ توضيح يؤكد للمشاهدين أنّ القصة الاستخباريّة غير حقيقيّة. فيما لم تؤكّد قناة «الحياة» بعد إذا كانت ستعرض العمل الذي يؤدّي دور البطولة فيه تيم حسن. أمّا المطرب محمد فؤاد، فتعرّض لأغرب الأزمات، إذ انتشرت شائعة تفيد أنّ قناة «الحياة» عرضت على قناة «بانوراما دراما» مشاركتها في حق بث مسلسل «أغلى من حياتي» حتى لا تتحمّل القناة وحدها مبلغ عشرين مليون جنيه (4 ملايين دولار)، إلّا أنّ «بانوراما» رفضت بحجّة ضعف المستوى الفني للعمل، ما دفع فؤاد ومسؤولي «الحياة» إلى نفي القصة، والتأكيد أنّ المسلسل سيُعرض حصرياً على «الحياة»، التي لا تقبل التشكيك في مستوى العمل الفني. كذلك، تردّد أن التلفزيون المصري سيكرّر ما فعله العام الماضي ويبث الحلقات الأولى من المسلسلات باكراً، حتى يسبق القنوات الخاصة. لكنّ الأمر ظل في إطار النيّات حتى مساء أمس.