رغم مكوثه في المستشفى بعد إصابته في اشتباكات العديسة، يحضّر الإعلامي في قناة «المنار» شريطاً جديداً عن الانتهاكات الإسرائيلية للخط الأزرق سيعرض قريباً على المحطة اللبنانية
كامل جابر
على سريره في مستشفى «الشيخ راغب حرب»، في تول (النبطية ــــ جنوب لبنان)، ورغم الجرح في قدمه اليمنى، ينهمك علي شعيب في إعداد تقرير عن الخط الأزرق، كان قد صوّره قبل إصابته في العديسة بتاريخ الثالث من آب (أغسطس) الحالي. طبعاً ليس هذا هو التقرير الأوّل الذي يعدّه المراسل في قناة «المنار» عن الخط الأزرق، «الأمم المتحدة راعت عند ترسيم هذا الخطّ، الاعتبارات الإسرائيلية... وقد سجّل لبنان من خلال فريق المراقبين اللبنانيين، عدداً كبيراً من التحفّظات عليه، وخصوصاً في بلدة العديسة، حيث اقتطعت مساحات كبيرة من أرضها لمصلحة العدو» يقول شعيب لـ«الأخبار».
وسرعان ما ينتقل الحديث إلى إصابته في العديسة والآلام التي خلّفتها الإصابة في رجله. يتذكّر الإعلامي كل تفاصيل إصابته وظروفها «كنت قد أنهيت تصوير الاشتباك بين موقع الجيش اللبناني وموقع العدو الإسرائيلي، وصوّرت ضابطاً لبنانياً يطلق قذيفة صاروخية باتجاه العدو خلف الخط الأزرق، في أسفل مستعمرة مسكاف عام لجهة بلدة العديسة. في هذه اللحظات، أطلقت دبابة الميركافا قذيفة مباشرة سقطت في وسط موقع الجيش، وأصابتني شظية منها، شعرت بها على الفور». ويشير شعيب إلى العلبة الموجودة إلى جانبه واحتفظ فيها بالشظية التي اخترقت رجله.
ولحسن حظّ شعيب أنّه صودف وقوفه بالقرب من سيارة إسعاف تابعة لـ«الهيئة الصحية الإسلامية»، عمل عناصرها على نقله فوراً إلى «مستشفى ميس الجبل» الحكومي، هناك اكتشف أنّ جرحه ليس طفيفاً، وخصوصاً عندما نصحه الطبيب المعالج بالانتقال الفوري إلى أحد مستشفيات بيروت، لإجراء جراحة مستعجلة، وعملية زرع لحم لملء الفراغ الذي أحدثته الشظية في القدم.

كان لافتاً استمرار شعيب تصوير الاشتباكات حتى بعد إصابته
يبدو الانزعاج واضحاً على علي شعيب بسبب جلوسه في المستشفى، «لم أعتد النوم بهذا الشكل، فالتصوير والتقارير الإخبارية هي كل حياتي، لذلك أنا متحمّس للعمل الذي أقوم به هنا في المستشفى عن الخط الأزرق ومن المتوقّع عرضه قريباً على «المنار»».
يذكر أن شعيب كان قد استمرّ بتصوير الاشتباكات في العديسة حتى بعد إصابته، وهو ما ذكّر البعض برفض الإعلامي في «المنار» مغادرة الجنوب طيلة عدوان تموز 2006 واستمرّ بتصوير الاعتداءات الإسرائيلية، وخصوصاً في منطقة مرجعيون التي تعرّضت لدمار كبير.
يذكر أنه مع انتهاء اشتباكات العديسة أصدرت «مراسلون بلا حدود» بياناً أدانت فيه إسرائيل لقتلها الزميل عساف أبو رحال واستهدافها الإعلامي في قناة «المنار» علي شعيب. وجاء في البيان أنّه كان بإمكان الإسرائيليين تمييز الإعلاميين بوضوح، وتفادي التعرّض لهم. وأضاف البيان أن الشهيد أبو رحال هو أول صحافي يسقط في مواجهات بين الاحتلال ولبنان منذ عدوان تموز 2006. كما أصدر «مركز حماية وحرية الصحافيين» في الأردن بياناً طالب فيه «بفتح تحقيق عاجل بمقتل الصحافي اللبناني من جريدة «الأخبار» عساف أبو رحال» ودعا البيان إلى محاسبة قوات الاحتلال.