مراكش ــ ياسين عدنانوقد جابت الفرق «شارع محمد الخامس» باتجاه ساحة جامع الفناء الشهيرة التي تعتبر قلب مراكش
النابض. وإذا كان «المهرجان الوطني للفنون الشعبية» قد اختار شعاراً لهذه الدورة «فسيفساء من التراث الموسيقي»، فإن حفلاته وسهراته قد استجابت فعلاً لهذا الشعار. جمهور المهرجان الذي يناهز عادة 350 ألف متفرج، وأغلبه من السياح الأجانب، تابع حفلات لـ21 فرقة فولكلورية من مختلف جهات المغرب. فرق بدوية أصيلة مثل فرقة «عبيد الرماة» و«الحصادة» و«العيطة الحوزية»، وأخرى أمازيغية كفرق «أحواش» «أحيدوس»، وأخرى زنجية كفرق «كناوة»، وصحراوية مثل «الكدرة» و«الركبة»، وأخرى من الشمال ذات لون متوسطي أندلسي.
طيلة العقود الأربعة الماضية، أكّد هذا الحدث السنوي الضخم والعريق إلى حد كبير نفسه موعداً ثابتاً لمختلف فرق الفولكلور المغربي. كما ساهم المهرجان إلى حدّ كبير في تجديد الفنون الشعبية المغربية وفي النهوض بالتراث الفني العتيق بالمغرب والمحافظة عليه. ويطمح منظمو المهرجان من خلال هذه التظاهرة إلى إصدار نصوص قانونية تحمي الثقافة الشفوية والفنون اللامادية من التشويه والمسخ، والمحافظة على التراث والفنون الشعبية بما يحفظ للمغرب تعدده العرقي والثقافي وثراءه الفني والمعرفي.