أثبتت الفنانة اللبنانية أنّها تتمتعّ بكل المواصفات التي تخوّلها تقديم الفوازير بنجاح على قناة «القاهرة والناس». مع ذلك، جاءت الثغر من مكان آخر هذه المرة
محمد عبد الرحمن
ما إنّ ظهر الإعلان الترويجي الخاص بفوازير رمضان التي تقدّمها ميريام فارس على قناة «القاهرة والناس» حتى اعتُبر الأمر بمثابة فوز المغنية اللبنانية بسباق الفوازير الطويل الذي بدأ قبل سنوات بين مجموعة من النجمات اللبنانيات. في مقدّمتهن هيفا وهبي، ورزان مغربي، ومعهن ميريام فارس طبعاً، اللواتي سعَين للحصول على تاج الفوازير.
هذا التاج الذي ظلّ شاغراً بعد توقّف شيريهان عن تقديمها على شاشة «التلفزيون المصري»، وبعد اختفاء نيللي عن الساحة الرمضانية. وكان ثنائي نيللي ــــ شيريهان قد صنع مجد الفوازير خلال حقبة الثمانينيات وحتى بداية التسعينيات من القرن الماضي قبل أن يحاول فنانون آخرون القيام بالمهمة، مثل... يحيى الفخراني. غير أن الهجوم الكبير الذي واجهه المسؤولون في «التلفزيون المصري» بعد فشل الفوازير بأبطالها الجدد عاماً بعد عام، جعل إعادة إنتاج أعمال كهذه أمراً شبه مستحيل. وما زاد الطين بلة أنّ الهجوم لم يقتصر على فشل النجوم في إنجاح الفوازير، بل تعداه ليصبح هجوماً دينياً، واقتصادياً بحجّة أن الإنفاق على الفوازير مكلف جداً.
طغيان الجانب التجاري والربح المادي... وتركيز على البطلة فقط
بالتالي، كان دخول المنتج طارق نور منطقياً إلى ساحة الفوازير، وخصوصاً أنه يدير قناة تعمل في رمضان فقط، ويهمه أن يبثّ برامج حصرية ينفرد بها. وهو ما توافق على ما يبدو مع رغبة أكيدة لدى ميريام فارس بقبول التحدي. وبعد الحلقات الأولى من الفوازير، يمكن القول إن المغنية اللبنانية وفريق العمل قدّما صورةً مبهرةً واعتمدا على إمكانات فنية عالية. ومن تابع كليبات ميريام فارس الاستعراضية، فلن يتعجّب من قدرتها الفائقة على تقديم أكثر من استعراض في الحلقة الواحدة. حتى في الفقرة التي تعتمد على التمثيل، حققت فارس في معظم الحلقات التي عُرِضت حتى الآن، أداءً جيداً، وإن كان الأسلوب المتّبع في تنفيذ العمل بالكامل هو الذي يقف وراء غياب الدهشة والمفاجآت من حلقة لأخرى. إذ اعتمدت الرؤية الفنية على نجومية ميريام فارس وحدها. وهو الأمر الذي لم يحصل مع نيللي أو شيريهان. إذ لم يراهن يوماً صنّاع الفوازير على نجومية الفنانتَين المصريَتَين. بل على العكس، كان يُستعان دائماً بممثلين مخضرمين ونجوم كوميديا جدد.
لكن في «فوازير ميريام» لا يظهر على الشاشة غيرها ولا يستمع الجمهور إلا لصوت طارق نور، الذي يرد على ميريام بدلاً من الممثل الذي يقف أمامها في الفقرة الأولى. وفي الفقرة الثانية، تقدم ميريام رقصة من أحد البلاد. أما في اللوحة الثالثة، فتعيد تقديم إعلان من إعلانات طارق نور الشهيرة. هكذا يُعتبر تعدّد الفقرات ثغرة رئيسية في العمل، فهو لا يعطي المشاهد الفرصة للتركيز على فقرة وحيدة ومتابعة الدراما إلى جانب الاستعراض، لأن الدراما أساساً غائبة. ومن جهة أخرى عند كل فاصل إعلاني، يتم التذكير بالحزازير وخيارات الأجوبة والجوائز. هكذا يطغى الطابع الإعلاني والتجاري والربح المادي على الهدف الأساسي من الفوازير كما عرفها جمهور الثمانينيات، وهو تقديم عمل درامي استعراضي يُبهر الجمهور من جهة ويجعله يفكر في الحلول حتى نهاية شهر الصوم ليرسل الإجابات الثلاثين عبر البريد إلى «التلفزيون المصري» من جهة أخرى. لكن في «فوازير ميريام»، المطلوب أن يهرع المشاهد إلى الهاتف ليختار إجابة من الإجابات الثلاث التي تظهر على الشاشة بعد كل فقرة، في وقت قد تكون فارس لا تزال ترقص على الشاشة. رغم كل ما سبق، تظلّ التجربة بداية لعودة الفوازير من جديد وإقناع من يحلمن بأدائها بأن هناك مواصفات محددة تحقّقت معظمها في ميريام فارس، وهو ما لم تدركه الكويتية حليمة بولند حين قدمت الفوازير على طريقتها قبل عامين.