في رمضان 2011، نحن على موعد مع مسلسل يروي سيرة نجمة لبنانية جايلت عمالقة الطرب العربي وأثارت الجدل من زيجاتها إلى تصريحاتها الأخيرة التي أشعلت الدنيا. العمل الذي تعرضه «المستقبل» لن يصوّر «الصبوحة» ملاكاً هابطاً من السماء!
باسم الحكيم
بعد عامين من الأخذ والرد، حان وقت تنفيذ مسلسل «الشحرورة» الذي يروي سيرة صباح، مع المخرج أحمد شفيق ومن إنتاج لبناني مصري مشترك بين Cedars Art Production (صبّاح إخوان) وScreen 2000 (أمير شوقي). وكان تلفزيون «المستقبل» أول الفائزين بهذا العمل المتوقّع عرضه في رمضان 2011. إذاً، ستتحوّل قصّة حياة «الصبوحة» بحلّوها ومرّها، بانتصاراتها وانكساراتها إلى عمل درامي يركّز على صباح الإنسانة أولاً. ثم يضيء على صولاتها وجولاتها وأفلامها. وقد حُدّد موعد انطلاق التصوير في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. عندها، يكون الكاتب فداء الشندويلي قد سلّم المسلسل كاملاً إلى المخرج والممثلين الذين سيُختارون من لبنان ومصر، وسيشرف على لهجتهم اللبنانية جورج خاطر. وحتى الساعة، لم تتأكّد أسماء الممثلين المشاركين، باستثناء كارول سماحة التي فازت بدور صباح.
تنطلق الأحداث مع مشهد يُظهر صباح وهي في السابعة تلعب مع شقيقتها التي تموت بين يديها، ويعرّج على مدرستها وحفلاتها. وينفتح العمل لاحقاً على شخصيّات فنيّة ساندتها كعمّها أسعد فغالي (شحرور الوادي) ثم دخولها معترك الفن وانتقالها إلى مصر.
وقبل أن تدق ساعة التصوير، تستمر الجلسات المكثّفة بين المخرج والكاتب والمنتجين، للاتفاق على التفاصيل والأماكن التي سيجري فيها التصوير بين بيروت، والقاهرة، وعمّان، وباريس، ونيويورك. ويُعدّ «الشحرورة» أول أعمال السيرة للكاتب فداء الشندويلي، بعد نجاحه في الكوميديا، إذ يعرض له في الموسم الحالي: «شاهد إثبات» لجمانة مراد و«ريش نعام» لداليا البحيري. ويكشف الشندويلي لـ«الأخبار» عن اجتماعات عقدها مع «معارف صباح، أطلعوني على تفاصيل دقيقة من حياتها، وحصلت منهم على معلومات تُغني النص. كما جلت على بعض الأماكن التي شهِدَت نجاحاتها كطرابلس وعاليه...». وعما إذا كان النص يلحظ تصريحات صباح الأخيرة التي تناولت زيجاتها المتعددة، يقول الشندويلي: «إذا كانت المعلومات تفيد المشاهد وتقدم إضافة فسأتطرّق إليها... نحن نتحدث عن فنانة استثنائيّة عاصرت مختلف الأجيال، ونقدّم مزيجاً من حياتها الإنسانيّة والفنيّة».

لن يتجاهل العمل سقطاتها التي بلغت حدّ التضحية بالأبناء من أجل الشهرة
وحالياً يبدو واضحاً أنّ أكثر ما يشغل بال المخرج أحمد شفيق الذي كان مسلسل «ليالي» باكورة أعماله الإخراجيّة، هو اختيار الممثلين، ويسأل: «من سيؤدي أدوار فريد الأطرش، وعبد الحليم حافظ، وإسماعيل ياسين، ورشدي أباظة، وعماد حمدي؟» ويقول إن الصورة ستتبلور قبل عيد الفطر. ولفت شفيق إلى أنّ «النص لا يقدّم سرداً مملاً لحياة صباح، بل مواقف ومحطات مهمّة من حياتها بين لبنان، ومصر، والأردن، وفرنسا، وأميركا». ويؤكّد «لن نظهرها كملاك. ثمة سقطات وصلت إلى حد التضحية بالأبناء من أجل المجد والشهرة». ويوضح أنه متفرّغ لمسلسل صباح منذ شهرين، مضيفاً «القصّة تعتمد مشاهد الفلاش باك، كي لا يصاب المشاهد بالملل».
ويتحدّث زياد الخطيب من شركة «صباح إخوان»، عن الصعوبات في اختيار البطلة، «كان أمامنا خيارات عدّة، لكن صاحب الشركة صادق الصباح، أصر على اختيار فنانة لبنانية رغم توافر الخيارات المصرية، لما في شخصية صباح من رمزية وتفاصيل يصعب على غير اللبناني تقديمها، حتى ولو كان تألُّق صباح ومرحلتها الذهبية معظمها في مصر... وبعد البحث والتدقيق لم نجد إلا كارول سماحة. إلى كونها نجمة استعراض وغناء، تتمتع بقدرات تمثيلية عالية». ولماذا لم تبحث الشركة عن الشبه في الشكل، يجيب سريعاً: «عندما نذكر صباح، تخطر في بالنا صورتها منذ عشر سنوات وحتى اليوم، لكننا أجرينا دراسة واستعنا باختصاصيين بينهم كلود إبراهيم الذي اشتغل في ماكياج مسلسل «الملك فاروق»، ولاحظنا أن صباح في بدايتها كانت مختلفة». ويضيف: «أخضعنا كارول لاختبار الشكل، فبدت قريبة، ومع الماكياج ستصبح أقرب إلى صباح». وكدليل على عدم أهمية الشكل يقول: «هناك عمل يروي سيرة داليدا وعرض على ست حلقات. حصد هذا المسلسل ثماني جوائز عالميّة، رغم أن بطلته لا تشبه النجمة الراحلة شكلاً، لكنّ أداءها وروحها وطلتها، تعطيك انطباعاً أنك تشاهد داليدا».
وعن انتقال الكتابة من أيمن سلامة إلى فداء الشندويلي، يجيب الخطيب: «أيمن كان منهمكاً بكتابة عملَين لرمضان، ويحتاج هذا المسلسل إلى سفر وتنقل دائمين، فارتأينا انتقال النص إلى الشندويلي الذي باشر بالكتابة». وعن التعامل مع كاتب مصري لا لبنانيّ، يقول: «لأننا نبحث عن كتّاب متفهّمين لواقع الدراما العربيّة وليس اللبنانيّة فقط».
ولا يخفي الخطيب أن الشركة تراهن على المسلسل «نعتبره وساماً على صدرنا... وهمنا الابتعاد عن السرد، وتصوير حياة إنسانة برحلة صعودها ومآسيها».


على كل الجبهات

إلى جانب مسلسل «الشحرورة»، يبدو أن جهة أخرى بدأت التحضير لتصوير شريط وثائقي يروي سيرة صباح كواحدة من أهم الشخصيات الفنيّة في الشرق الأوسط. ويضيء الفيلم على مشوارها الفني منذ الطفولة وصولاً إلى النجوميّة التي حقّقتها بين لبنان ومصر. ولهذه الغاية، تواصلت شركة إنتاج تركيّة مع المنتج صادق الصباح، كونه صاحب حقوق الملكيّة عن كل ما يقدّم عن صباح في التلفزيون والسينما، للاتفاق معه على صيغة للوثائقي الذي سيعرض بعد انتهاء مسلسل «الشحرورة» في رمضان المقبل.